أرسل لى أحد الإخوة الأحباء المهاجرين في أمريكا حالياً، بعض الكتب الروحية الثمينة، وكان من بينها كتابان لمؤلف واحد هو القس ميرلين كاروثرز، وقد وجدت أنه من الأنانية لو أننى احتفظت بهما في مكتبتى المتواضعة، ولذلك عزمت بنعمة الله على ترجمتهما، ثم قدمتهما إلى لجنة خلاص النفوس للنشر. بعد ظهور الكتاب الأول «من السجن إلى الشكر» لنفس المؤلف، في الولايات المتحدة، عام 2791 وما كان له من تأثير ملحوظ في عدد النسخ التى كانت توزع أسبوعياً.
المقصود بهذا الكتاب أن يأخذ بيد قرائه ليختبروا حياة القداسة الممتعة، وكاتبه – وهو قائد بجيش الخلاص- له إختبارات مجيدة في الأمور التي يعالجها فيه، وقد إستخدمه الرب إستخداماً واضحاً في حياته وشهادته لدعوة الكثيرين من المخلصين إلي حياة القداسة كما إستخدمه لخلاص الخطاة. وإني إذ أقدم الكتاب لكل محب للرب وملكوته في العالم أجمع يطيب لي أن أذكر أن مجرد إطلاعي على بعض صفحاته كان سبب بركة فائضة لقلبي،
كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عَوْصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيمًا، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ(اي1:1). يعتبر النقاد سفر أيوب واحداً من أجمل الأعمال الأدبية وأعظمها. أما عن الكاتب والشخصيات التي ذكرت فيه وقت كتابة السفر، فهي أمور يحيطها الغموض. أما عن هدف كتابته فقد تضاربت الآراء. ومع أنه يعرض لمشكلة الألم، إلا أنه لا يقدم لها حلاً. بل أنه من العسير علينا في هذه العجالة أن نلخص - في كلمات - هدف هذا السفر، والغاية من كتابته.
هذا الكتاب هو محاولة للرد على سؤال وجه إلىّ مئات المرات خلال مدة عملى كواعظ. ومع أن هذا السؤال قد أتخذ صوراً وأشكالاً عديدة، لكنه في جوهره سؤال واحد. وهو استفهام عن طرق إعداد الوعظ التفسيرى. وقد وجه إلىًّ هذا السؤال من أفراد ومن مجموعات من الوعاظ، ولكنه كان دائماً من الصعب علىّ أن أقدّم إجابة شافية. وعندما كنت مديراً لكلية "شيهانت" بكيمبردج حاولت أن أتحدث إلى الطلاب حول هذا الموضوع.
الحياة الفضلى هى الضالة المنشودة لكل إنسان، وهى الحاجة الماسة لكل مؤمن حقيقى. وكل ابن لله يسعى باجتهاد كى يصل إلى هذه الحياة المباركة. والمسيح له المجد قد جاء من علاه كى يهبنا هذه الحياة الفضلى. هذه الحياة تسمو فوق شرور العالم، وترتفع فوق الأدناس والأرجاس. هذه الحياة فيها نصرة على الشيطان وغلبة على الخطية. أنها حياة السعادة الحقيقية، والمحبة الإلهية، والسلام الدائم. إنها بلا قلق ولا هم، لأن الله متكلها والرب حافظها.
هذا الكتاب مدرسة جديدة، مدرسة لها نظامها، وقوانينها، وشروطها لقبول الطالب.. ولها أيضاً دروسها، ومدتها الدراسية، وهدفها.. أما إسم المدرسة فهو : (مدرسة الفحص الذاتى). أما مدة الدراسة فهى: مدة العمر كله، لأن الفحص الذاتى لازم لنا طالما كنا فى الجسد، وكان الجسد فينا.. أى طالما كان هناك نضال ضد قوات الشر المنظورة وغير المنظورة، فى داخل القلب وخارجه...
لا فائدة من تقديم النصح للكسول، فذلك يكون بمثابة من يحاول أن يملأ الغربال ماء، لكن ما دام العهد القديم يقول: "اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ" (جا 11: 1) فإنى سألقى قطعة أو قطعتين من الخبز اليابس على وجه بركة الكسالى الراكدة. وما يشجعنى على ذلك هو أنه إن كان الكسالى لا يمكن أن يصلوا إلى حالة أفضل، فإنهم، بعد التحذير، لن يتقدموا إلى أسوأ. حين نخدم بين الكسالى فإننا نكون كمن وضع عليه أن يحفر أرض قاسية لا تعطى إلا محصولاً تافهاً.
كان عصر يوم عاصف من أيام الخريف من عام 1792. وكانت أيام الخريف فى ساحل ويلز الغربى فى تلك الأيام أكثر ضراوة وقسوة مما هى الآن. وكانت الجبال والتلال وقتئذ أشد إنحداراً و وعورة. وكانت الريح تعصف فى بطن الوادى متجهة نحو البحر. وهناك بنت صغيرة، حافية القدمين، رأسها ملفوف بشال يتدلى على كتفيها، تخرج راكضة من كوخ صغير، وتعبر حديقة متجهة نحو بيت الدجاج.
هذا الالتماس أظهر عدم إقتناعه بحالته. أن رغبة الإنسان في أن يكون سيد نفسه دون الله هي بداية كل الخطايا." فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ " لم يعمل الأب شيئاً يؤنب به إبنه أو يصده. لقد تركه فقط يزرع، ثم بعد ذلك يحصد. ونحن قد يصدنا إلهنا، فلنشكره كثيراً لأجل كل الصلوات التي لم تستجب. "وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ" هنا نرى الإبن الضال وقد صار غنياً. لقد تحول إلى ضال من اللحظة التي أعطى فيها قفاه لأبيه إلى أن صار يطعم الخنازير.