أن محور هذه الدراسات هو توضيح عمل الله الروح القدس فى الكنيسة وفى المؤمن. الروح القدس هو الله ، وله عمل محدد لا غنى عنه، تماماً مثل عمل الآب والآبن، ومع ذلك فربما لا توجد حقيقة مهملة من حقائق الإيمان مثل الحقيقة الخاصة بالروح القدس. إن الكنيسة تعترف فى قانون الإيمان قائلة: "نعم أؤمن بالروح القدس"، ولكن هل هى تؤمن بالروح القدس حقاً؟.
مرة أخرى استيقظ يشعيا بن شموع وهو يقفز من فراشه على أثر حلم مزعج ، تكرر معه للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد ... وهذه المرة الأخيرة كانت فى صباح يوم السبت. كان يشعيا ضعيف البنية، أشعث الشعر، ذا قامة قصيرة، ووجه أسمر، وعينين متسعتين، وحاجبين رقيقين يكاد لا ينمو فيهما الشعر. وقد وُلد فى أسرة يهودية فقيرة فى مدينة فيلبى أيام كانت مستعمرة رومانية فى مقاطعة مكدونية الأوروبية على الحدود بين قارتى أوروبا وأسيا، وذلك فى القرن الأول الميلادى.
عندما قرأت هذا الكتاب لأول مرة أحسست وكأنه يرفعنى بواسطة أجنحة علوية سماوية فوق تفاهات هذا العالم وأمور هذه الأرض.. وكأنه يدفعنى – بنعمة الله، وبواسطة كلمة الله- للتأمل فى "الأمور العظمى"، التى لا يوجد فى الكون بأسره ما هو أعظم منها ليشغل فكر وقلب وكيان الإنسان البشرى. ففى الكون توجد أنواع كثيرة من المعرفة، لا تقع تحت حصر، ولا تحدها ملايين من المجلدات الضخمة ودوائر المعارف، لكن لا يوجد من بينها ما هو أعظم من معرفة شخص الرب يسوع المسيح، إنها المعرفة العظمى .
في جيلنا هذا ما أكثر ما سمعناه وما قرأناه عن قديسين من الغرب، أضاءوا ظلمة هذا العالم في حقبة اشتدت فيها ظلمته - في القرن الماضي وأوائل القرن الحالى. وكانوا شهوداً امناء لله، استأمنهم على رسالته، وربح بواسطتهم مئات، بل آلاف النفوس لملكوت الفادى. مع مطلع شمس يوم جديد من خريف عام 1925 تفتحت للحياة برعمة صغيرة، وشهدت النور لأول مرة عينان صغيرتان، وسمع في أحد بيوت عاصمة الوجه القبلى صوت بكاء طفل وليد...
إننى أجد دواماً لذة فى التحدث عن موضوع هذا الكتاب. بل أننى أفضل الحديث عن كلمة الله عن أى موضوع آخر سوى محبة الله، لأننى أعتقد أن كلمة الله هى أفضل ما فى هذا العالم. نحن لا نستطيع أن نقدر كل أهمية الإلمام الكامل بالكتاب المقدس، وأننى دواماً أحاول أن لا أضيع أية فرصة نحو حث الناس بكل طريقة ممكنة لدراسة الكتاب المقدس العجيب دراسة مستمرة. وإذا ما استطعت – عن طريق الصفحات التالية – الاتصال بالآخرين وتحريكهم ليقرأوا كتابهم المقدس، لا مجرد قراءة عابرة، بل قراءة مدروسة مخططة، لقدمت الشكر لله على هذا.
ما أعمق وأبلغ التشبيهات التي يقدمها لنا الكتاب المقدس عن العلاقة بين النفس المؤمنة وفاديها الرب يسوع المسيح!. فهي كالعلاقة بين العروس والعريس، أو بين الغصن والكرمة. وحدة كاملة، ومحبة متبادلة ، وتوافق عجيب. وفي هذا الكتاب يقدم لنا الكاتب التقي المشهور «أندرو مورى» مجموعة فريدة من التأملات القوية المباركة في مثل الكرمة والأغصان. ولشدة تأثره به، وإقتناعه بفائدته لحياة كل مؤمن، فقد نقله إلي العربية الراحل العزيز الأخ الدكتور ماهر فهمي.
أعتقد أنه لا يوجد فصل في الكتاب المقدس يلقي ضوءاً على الصلاة أكثر من هذا الفصل. أنه المفتاح الذي يفتح الباب إلي حياة الصلاة المباركة. الصلاة هي السماح للرب يسوع أن يدخل إلي قلوبنا، فليست صلواتنا هي التي تحركه بل هو الذي يحركنا للصلاة. أنه يقرع ويعلن عن رغبته في الدخول إلي قلوبنا، وصلواتنا ما هي إلا نتيجة لهذه القرعات على أبواب قلوبنا. وهذا يلقي ضوءاً جديداً على هذه النبوة القديمة: « وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَعْدُ أَنَا أَسْمَعُ» (أش 65: 24).
في الفترة الأخيرة تزايدت الأصوات التي تطالب بضرورة تخصيص جزء من نشاط لجنة خلاص النفوس للنشر لإصدار مجموعة من كتب المواعظ تسد فراغاً ملموساً في المكتبة العربية. وقد أستجابت اللجنة لرغبة الكثيرين هذه، وطلبت من الأخ واصف عبد الملك أن يشترك معها في خدمة الرب بإعداد مجموعات من المواعظ القوية المنتقاه لتنشر ضمن سلسلة فتشوا الكتب، فسارع مشكوراً إلى تلبية طلب اللجنة.
يعتبر بللى جراهام بدون شك أشهر مبشر معاصر في العالم اليوم، وقد قام بنهضات عجيبة في الولايات المتحدة وكندا وأوربا، وكان لخدماته التأثير الكبير ولا سيما على سكان بريطانيا. وقد تخرج دكتور جراهام من كلية هويتون، وكان قبل ذلك يمثل مدارس التوراة الشمالية والغربية في مينابوليس- مينيسوتا. وهو معروف لا كمبشر فقط بل كأستاذ جامعي أيضاً. وله غير هذا الكتاب كتب أخرى منها «سلام مع الله» و «سر السعادة»، وقد أوصلت كتبه رسالة الصليب إلى حياة الآلاف من البشر.