كلمات دالة

الحياة والألم، والألم والحياة. كلاهما متلازمان، وهما دائماً يسيران معاً لا يفترقان، حتى أخذت الحياة الدنيا اسمها من الألم فهي وادي الدموع ووادي البكاء وهي وادي ظل الموت. حتى الخليقة غير الواعية تشارك الخليقة العاقلة الألم "فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ." (رو 8: 22)، وليس من إستثناء لأبناء الله ".. بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا" (رو 8: 23)

ما هي المسيحية؟ هذا السؤال قد شغل الناس في هذه الأيام الأخيرة، وتناول الكثيرون من الدارسين فى بلاد كثيرة الكتابة عن «جوهر المسيحية». والسؤال طبيعي وضروري بل وفي غاية الأهمية، ما هي المسيحية؟ ما هي العناصر المميزة والعلامات البارزة للمسيحية؟ وما الذي يجب على الإنسان أن يقبله لكي يكون له الإعتراف الحقيقى الذي به يستحق أن يدعى مسيحيًا؟ ولكي نجيب على هذا السؤال بأفضل الطرق سنتناول الآن

إن هذا الكتاب هو مثال مصور لحياة انسان تعرف بالرب وأراد السير في طريق الرب حتى يصل إلى الرب نفسه. لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود فقد تقابل مع معطلات كثيرة. هذا كتاب غني عن التعريف، فهو أشهر كتاب يأتي بعد الكتاب المقدَّس مباشرة، وقد طُبعت منه ملايين النسخ في مختلف اللغات. ولعل البعض يتساءلون: (هل هناك داعٍ لإصدار طبعة جديدة باللغة العربية من هذا الكتاب؟)

الحياة بلا رجاء - ليست حياة والرجاء هو المعبر (الكوبري) الذي يوصلنا إلى الحياة الأبدية، لأنه "إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ." (1 كو 15: 19).

إن الأبدية هي التي تفتح أمامك آفاق العالم الآتي وتمنحك إمتيازات الحياة في ضوء جديد لعالم نال فداءً، وتعرفك بحقيقة طبيعة هذا العالم البائد المؤقت والذي يبدو كبيراً في أفق اختباراتنا. ولن تكون هناك حياة أو اختبار دون فهم دقيق وتطبيق سليم لعمليات هذه العوالم. لو كانت الحياة هي فقط كما نحياها في هذا العالم، فإنها تبعث أقصى الفشل واليأس، فهناك أسئلة لها إجابات يسيرة، وأزمات شديدة .

هذا الكتاب: لقد أعطانا الله وعودًا غير محدودة، ذلك لأنه الإله غير المحدود. ومن بين هذه الوعود الوصول "إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ" (أف13:4). وهل هناك حدود لهذا الملء؟

ما أعمق وأبلغ التشبيهات التي يقدمها لنا الكتاب المقدس عن العلاقة بين النفس المؤمنة وفاديها الرب يسوع المسيح!. فهي كالعلاقة بين العروس والعريس، أو بين الغصن والكرمة. وحدة كاملة، ومحبة متبادلة ، وتوافق عجيب. وفي هذا الكتاب يقدم لنا الكاتب التقي المشهور «أندرو مورى» مجموعة فريدة من التأملات القوية المباركة في مثل الكرمة والأغصان. ولشدة تأثره به، وإقتناعه بفائدته لحياة كل مؤمن، فقد نقله إلي العربية الراحل العزيز الأخ الدكتور ماهر فهمي.