قال أحدهم عن سفر أيوب إنه «ملحمة الحياة الداخلية» وهذا واضح إذا تصفحنا هذا السفر جيداً. لأننا كلنا نعلم أنه هناك حياة داخلية. لأنه وراء كل الحركات الدائبة فينا ظاهراً وباطناً، هناك تستقر المنابع الداخلية في كياننا، التي تتوزع منها كل فروع الحياة على حقيقتها. بل أقول إنه هناك وراء حجاب المنظور تتربع الذاتية الأصلية على عرشها، الذي لا يشاركها فيه شيء آخر. حتي إنه يمكنني أن أقول إن كل واحد منا فرد متوحد في صحراء الوجود.

ومع هذا أيضاً فإنه دون أي نزاع أو بمعنى آخر هذه الحياة الداخلية برغم ما أسلفنا من قول مكتظة بالسكان: فالأشواق والرغبات والتجارب والأفكار الشيطانية، والنزعات الملائكية والصلوات، والخشوع، والأنانية الحقيرة، والصراعات، والتحديات.

المؤلـف: ك. أ. سكوفيلد

المعرب: واصف عبد الملك