لقد أبدع الله في كل الخليقة لأنها كلها بحكمة صنعت، بيد أن قمة الإبداع كانت في خلقه للإنسان. وكلما وصل الإنسان – المخلوق – إلى مخترعات كثيرة، وإنجازات عظيمة، دل ذلك أكثر وأكثر على عظمة الخالق نفسه. وكل من يتصفح الكتاب المقدس يجد أن الله خلق الإنسان في اليوم السادس، في ختام أيام عمله، وكأنه قد كللها وختمها بذلك العمل العظيم... الإنسان.
"مرحباً ... بالعائد للبيت" كان لرجل ابنان، فقال أصغرهما لأبيه: «أعطني القسم الذي يصيبني من المال». فنظر الأب العجوز في عيني ابنه، ورآهما تقولان: «يا أبى، لقد سئمت حياتي هنا، ولن أحقق شيئاً طالما أنا أعيش هنا. أريد أن أجد معنى لحياتي. وأعتقد أن سبب سأمي هو أنت، بكل ما لديك من مبادئ، وقواعد، ونظم. إنني أريد أن أجد ذاتي». ففكر الأب: "لا يمكن أن أرغمه أن يكون ابني، فالابن المكره ليس ابناً على الإطلاق."
كيف وجدت الفرح الذي لا ينطق به ومجيد «لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ» (يو15: 16) في هذه الآية يؤكد لنا الرب أنه هو الذي يبدأ الخطوة الأولي في موضوع الإختيار. فلسنا نحن البادئين بمعرفته أو اختياره، بل هو الذي يختارنا. على أننا لن نفهم هذا السر إلا عندما نقبله كالرب والمخلص الشخصي لنا. وأود أن أخبركم كيف إختارنى الرب وفقاً لكلمات الآية التي نحن بصددها : «لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ» (يو15: 16)
يقول الأسقف هارنجتون أن فن دراسة الكتاب المقدس هو مقدرة الإنسان أن يدرس ليتعلم ما يدرسه. ويوجد إهتمام بإنتقال التعليم من شخص إلى آخر، إذ لا يوجد شخص أشبع روحه من كنوز الكتاب المقدس يقدر أن يقاوم الحنين ليرى غيره يحصل على هذا الشبع أيضاً، كما أنه لا يقدر أن يمسك نفسه من أن يخبر غيره بالطرق الفعالة التي أخصبت حياته. ويصرح الكاتب أن مادته في هذا الكتاب قد جمعها من مصادر كثيرة.
كانت الطريق ممتدة على سفح جبل الألب، حيث ظهرت المروج الخضراء، فأضفت عليها منظراً خلاباً بديعاً. وفي صباح يوم مشرق، في شهر يونيو، كانت سيدة قوية تصعد تلك الطريق، مصطحبة في يدها طفلة جميلة لم تتعد الخامسة من عمرها، ويا للعجب، فقد ألبستها ثياباً ثقيلة كما لو كانت لتحميها من برد قارس، وقد اختفت ملامح تلك الطفلة تحت ثيابها التي كانت فوق بعضها البعض.
هناك أسطورة شيقة يتناقلها الهنود الحمر في أمريكا عن أوراق الشجر والطيور. فيقولون أنه منذ مدة طويلة جداً عندما كان الروح العظيم مشغولاً بتجميل الأرض، فإنه أينما ذهب كانت الأشجار والنباتات والأزهار تكسو وجه الأرض. وكانت أوراق الأشجار في منتهى السعادة مما جعلها تقضي كل اليوم في الغناء. وفي ذات صباح أتت الريح وأخبرت أوراق الأشجار أنها عما قريب سوف تسقط إلى الأرض وتجف، وتموت، وتنسى تماماً.
عندما نقرأ الرسالة الثانية إلى كورنثوس بعناية يبدو لنا وكأننا نلتقي بشخصين: بولس في ذاته، وبولس في المسيح. وكل ما تكلم به بولس من بداية الرسالة حتى نهايتها يسير في خط واحد، والفكرة التي تبدو واضحة في ثنايا كلماته يمكن تلخيصها في هذه الكلمات التي جاءت على لسان الرسول نفسه: "لنا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ" (2كو 4: 7). ففي الفصل الأول نرى "هذا الكنز" في إناء خزفي، وحتى الأصحاح الأخير سنظل نلتقي بالإناء الخزفي، لكننا سنجد أيضاً الكنز.
بالنسبة لأولاد الله، تحمل هذه الكلمات معني متميزاً ومباركاً، وينبغي أن تكون الصلاة اليومية لكل منا: "آه يا رب، أريد أن تصبح هذه الكلمات حقيقة واقعة في حياتي، ليس ليومي فقط، بل أيضاً لكل يوم". إذا كنا حقاً مختاري الله، فمهما كانت مشاكلنا أو الصعوبات التي تواجهنا، علينا أن نعلم أن الله يدبر حلاً لها بكل تأكيد. كلنا لدينا مشاكل، وسواء كنا متمتعين بالخلاص أم لا، مبتدئين في الإيمان أم متقدمين، نامين روحياً أم غير نامين، ناضجين روحياً أم لا.
ما أكثر التجارب التي نتعرض لها نحن المؤمنين. وما أكثر الجهات والظروف التي نتعرض فيها لهذه التجارب. فإذا هجرنا المدينة حيث تنتشر الخطيئة، وذهبنا إلى القرية، صادفتنا هناك كذلك. وإذ هجرنا القرية وذهبنا إلى الجبل، وجدناها تنتظرنا فيه. وإذا اعتكفنا في بيوتنا، أو انصرفنا إلى أعمالنا، أو حتى إذا اتجهنا بالصلاة إلى إلهنا، وجدناها تتحايل على الوصول إلينا وتوجيه أنظارنا إليها بطرق كثيرة.