مكتبة الخلاص

إن المقصود "بالمذبح العائلى" هو الصلاة العائلية التى يقيمها رب الأسرة كل يوم، إذ يجتمع أفراد العائلة للصلاة بانتظام فى فترات معينة من اليوم، وترفع الصلاة من أفراد العائلة الواحد بعد الآخر، بعد دراسة فصل من كلمة الله، ويقوم رب الأسرة بشرح هذا الفصل بمساعدة الروح القدس مقدماً النصائح والتوجيهات اللازمة للأفراد. هذا هو المذبح العائلى الذى أوصى الله شعبه بضرورة إقامته، والذى عليه ترتكز دعامة المسيحية.

ما أحلى الحديث عن المحبة.. فليس ما يلذ للنفس البشرية قدر هذا الحديث عن أسمى عاطفة فى الوجود، وليس ما يخفق له قلب الإنسان بمثلما يخفق لهذا الحديث عن أنبل عاطفة عرفها الكون، وليس ما تتمتع الأذن بسمعه بقدر ما تتمتع بهذا الحديث عن تلك الأنشودة العذبة الخالدة ... أنشودة المحبة. ويزداد الحديث عن المحبة روعة وجمالاً وإلهاماً عندما يصدر ليس عن العقل، أو عن الشفتين، وإنما عن قلب محب، اختبر المحبة اختباراً عملياً حقيقياً، ففاضت فى حياته، وفاضت حياته بها..

حروب المؤمن: أود أن تفتحوا كتابكم المقدس، وتقرأوا ما ورد في الآيتين الرابعة والخامسة من الأصحاح الخامس من رسالة يوحنا الأولى: "كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ" (1يو 5: 4، 5). عندما تقوم موقعة حربية يتلهف الجميع على معرفة من هو الغالب. وفي هذين العددين نرى من هو الذى يغلب في الحياة.

ثلاث مرات وصف الملاك دانيال بهذا الوصف: "أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ" (دا 10: 9)، وهو بالحق جدير بهذا اللقب. إن كان كل رجال الله محبوبين لكن دانيال- الذى لم يسجل عنه الوحى خطأ واحداً- اختصه الله بمحبة أعظم. وما دونته في هذا الكتاب لا أتجاسر أن أنسبه إلى نفسي، لكننى أعرف بفضل الكثيرين من الشراح الأفاضل الذين استعنت بهم فيما كتبت، وأخص بالذكر الكاتب المعاصر "كولمان لاك".

هذه القصة المؤثرة تدور حول بنت يتيمة لم تتجاوز سنها ثمانى السنوات، كانت تخدم فى بيت سيدة قاسية القلب لا ترق ليتيم ولا ترحم الشيخ الضعيف الذى هو والد زوجها المتوفى فى حادثة أودت بحياته. كانت هذه البنت السبب فى تغيير مجرى حياة المقاطعة التى عاشت فيها: الكنيسة، الراعى، بل والسيدة القاسية. وكل من كانت تقابله هذه البنت كان يجد فيها بساطة منقطعة النظير وهى تستفسر عن الطريق المؤدى إلى "الوادى الجميل"، أى سماء الخلود، حيث ذهبت أمها، فكانوا جميعاً يسلمون حياتهم للرب يسوع المخلص.

في سنة 1944 أخذت على نفسي عهداً أن أقوم بنشر بعض الدروس التى تعلمتها عملياً فى حياتى الروحية خلال فترة العمر التى قضيتها فى الخدمة العاملة كضابط بالجيش، والتى تدرجت فيها من أدنى الرتب إلى أعلاها وفى الكتاب الذى نشر حينئذ حاولت أن أظهر كيف أن أمانة ونعمة الرب قد رافقتنى باستمرار خلال الظروف المختلفة، ورجوت بذلك أن أشجع الأخرين لكى يختبروا الرب ويتمتعوا بمثلما تمتعت به من إختبارات  .

هذا الكتاب يضم مجموعة من المقالات التي تعالج موضوعات مختلفة، ويربط بينها كونها إستجابة وتلبية لنداء الخاطر. وهي تجمع بين المناجاة الهادئة، والتأملات التي توحي بها مناسبات معينة، وخلجات النفس المؤمنة عندما تعترضها التجارب وهي تشق طريقها عبر أزمات الضيق وبحار الدموع. ثم نرى "الخاطر" ينادينا إلى حياة الشكر والطمأنينة والإبتسام في قلب الإضطراب والأشواك والآلام، ويقودنا إلى السعادة والعظمة الحقيقية عن طريق الخدمة والبذل والتضحية. 

تنقسم عطايا المسيح للبشرية إلى قسمين: (1) عطايا عامة لجميع الناس: عنها يقول الوحي: "إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا" (أف 4: 48). هذه العطايا قد تكون جسدية، أو زمنية، أو روحية. فالعطايا الجسدية مثل الصحة، والقوة، والذكاء، والمواهب، والشفاء... الخ. والعطاء الزمنية مثل النجاح، والثروة، والأصدقاء، والزوجة، والأولاد... الخ.

لا يستطيع عدد كبير من شباب جمعية خلاص النفوس بشبرا أن ينسوا تلك المجموعة الرائعة من الموضوعات المفيدة التى حفلت بها اجتماعاتهم خلال عام 1963 وما قبله. فلقد كان رائدهم الراحل العزيز الأخ رمسيس ونيس يكرس قدراً كبيراً من وقته وجهده للعمل وسط الشباب كأخ أكبر ، بل بالحرى كأب، حان، واع، روحى، تقى. فلقد كان لهم بمثابة المعلم المختبر، والمرشد الأمين، والخادم المثالى.