إنها لحقيقة مؤلمة أن حالتنا كمؤمنين في هذه الأيام تدعو للحزن والأسى . لنا صورة التقوى ، لكننا ننكر قوتها . فقدنا الغيرة المقدسة لعمل الرب . وتراجعنا عن تكريس أنفسنا لله . تحولنا عن الهدف الأسمى وهو مجد الله في كل شئ . انخفض مستوانا الروحي وتناسينا المثل الروحية السامية. شابهنا أهل العالم في أمور كثيرة . فقدنا الفرح الإلهي الذي لا ينطق به ، ابتعدنا عن الحضرة الإلهية والأمجاد الروحية .
بينما كنت غارقاً في تأملاتي، متفكراً في حال كنائسنا اليوم، إذ بفكري يأخذني إلى العصر السحيق، عصر النهضات الحية، عصر الكنيسة الذهبي وعمل الروح القدس في الخطاة والمؤمنين على حد سواء، في الخطاة لتجديدهم، وفي المؤمنين لملئهم، فتذكرت على الفور عظات عميقة لوعاظ مشهورين في نهضات عارمة، كنت قد ترجمتها للغة العربية، ونُشِرت متفرقة منذ زمن بعيد، فرجعت إليها،
احفظ حياتي ليكون تكريسها يا رب لك. كم من قلب قد هتف بهذه الترنيمة الصغيرة ، ولكنه أكتشف ، بمضي الزمن ، أن نغمة تلك الترنيمة لم تكن في كل الأحوال والأوقات قوية وواضحة وثابتة كما كان يرجو ويتوقع... إن سفينة حياتي تُبحر ، في بحار محبتك ولطفك غير المحدود. وهذه ، كم ترنم بها بعضنا أيضاً! . ولكنه أكتشف بمرور الوقت ، أو خيل له ، أن هناك ثقباً خفياً في السفينة .
للملائكة في الكتاب المقدس، مكانة أهم بكثير مما للشيطان وجنوده، ولهذا قمت بدراسة كتابية لموضوع الملائكة في الكتاب المقدس. وفي وسط الأزمات العالمية التي سوف نجوز خلالها في السنوات القادمة، فإن موضوع الملائكة سوف يكون مصدر تعزية عظيمة وإلهام عجيب للمؤمنين بالله، كما سيكون دافعاً لغير المؤمنين أن يؤمنوا. قال باسكال مرة: "عندما يتحدث بعض المؤلفين عن أعمالهم يقول الواحد منهم "كتابي"، "مرجعي"، "تاريخي"...
إن الحرب التي يشنها الشيطان علينا اليوم هي حرب شرسة، هذا يستلزم منا تعبئة كافة الطاقات الروحية لمواجهتها. والأمر الذي يجب ألا يغيب عنا هو أننا لسنا في المعركة وحدنا، ولكن الرب نفسه يتقدمنا كي يقوينا ويحارب عنا. ولأن الشيطان يستخدم في هذه الحرب أسلحة مختلفة، هكذا الرب يقدم للمؤمنين أسلحة روحية فعالة كي نغلب بها.
يتميز عصرنا هذا الذي نعيش فيه عن سائر العصور بأنه يفرد مكانة خاصة للطفل، فها نحن نرى المفكرين في شتى الأقطار يبذلون قصارى جهدهم في سبيل الوصول إلى دراسة علمية شاملة للطفل، والتشريع في كل دولة يتزايد يوماً بعد الآخر حرصاً على حماية الطفل ورعاية حقوقه. ففي ميدان الطب نرى الكثير من الأطباء وقد كرسوا جهودهم لخدمته، فشهروا أسلحة الدفاع عنه ضد الأمراض والأوبئة.
تعتبر الصلاة من أهم عناصر الحياة الروحية المسيحية، إن لم تكن أهمها جميعاً، بل أن الصلاة بالنسبة للحياة الروحية تشبه التنفس بالنسبة لحياة الجسد، فلا حياة بدون صلاة. يقول أهل الطب أن الموت الأكلينيكي هو توقف مركز التنفس في المخ عن العمل، رغم استمرار القلب في النبض. في هذه الحالة يكون الانسان قد مات فعلاً، رغم بعض مظاهر الحياة التي قد تبدو فيه، وأنا أخشى أنه يوجد عدد كبير من الأفراد والمجتمعات الروحية والكنائس الميتة فعلاً.
إذا درسنا رسائل الرسول بولس فإننا نجد ظاهرة واضحة، وهي سمو الصلوات الواردة فيها. ولكننا نجد في هذه الصلاة بالذات سمواً منقطع النظير، فكأني به يأخذنا إلى قصر فاخر متعدد الحجرات، ويتدرج بنا من حجرة إلى حجرة حتى يصل بنا إلى قاعة العرش. وبادئ ذي بدء أن هذه الصلاة تنقسم إلى أربع طلبات، كل منها سبب للتي تليها، كما أنها نتيجة لسابقتها: "لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ" (أف 3: 16). "
حيث توجد حياة المسيح هناك اظهار المجد، ومع أن الاظهار الكامل للمجد لم يعلن بعد، إلا أنه يمكننا أن نتمتع بمجد حياته الآن. في هذا الكتاب ـ الذى هو مجموعة من الرسائل المنتخبة من بين الرسائل الكثيرة التى ألقاها واتشمان نى خلال السنوات الطويلة في خدمته الأمينة للكنيسة ـ يمكننا أن نرى المظاهر المختلفة لمجد حياة المسيح فينا.في الفصل الأول نرى كيف ظهر بر الله بالإيمان بيسوع المسيح، ثم نرى كيف أن المسيح صار برنا، وكيف صرنا نحن بر الله نتيجة لذلك.