مكتبة الخلاص

 عندما بدأت الحديث عن "المؤمنين الفاترين" لم أكن أتوقع أن أتلقى تحية بمثل ذلك الحماس، فالموضوع ليس سهلاً، ولكنى اكتشفت – وهذا لفرحى العظيم – أن المؤمنين راغبون فى التحدى، وهكذا يوصى الروح القدس رجالاً ونساء بالبحث عن إرادة الله. وكثيرون فى الواقع قد طلبوا منى مادة مكتوبة مع آيات كتابية خاصة يمكن إستخدامها كلما لبوا دعوة الله لهم، لكى يكونوا فى غاية الحيوية والتسليم لمقاصده الإلهية.

كثيراً ما كنا نردد منذ زمن بعيد أن الرب يسوع أوشك على المجئ ثانية، ولكننا بعد أن طال الزمان فقدنا الحماس لهذه الحقيقة، بينما إذا تلفتنا ونظرنا حولنا وتعمقنا في أحوال العالم كله، وجدنا أنه فعلاً اقترب المجئ الثاني للرب يسوع، بل أنه على الأبواب، وحين وقع في يدي هذا الكتاب وتصفحته، لم أستطع إلا أن آتى على آخره في جلسة واحدة، لما يحويه من حقائق عميقة، ومعلومات أكيدة، طبعت في نفسي اقتناعاً كاملاً بأن يسوع على الأبواب،

لقد أصبح من الصعب جدًا في هذا العالم المليء بالتعب أن تجد «أخبار سارة»، إلا أن المؤمن الذي يضع ثقته في السيد المسيح كمخلص له فإن الإنجيل بالنسبة له هو «الأخبار السارة» فهو الذي يعرّفنا «أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» «فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ» (1كو15: 3-4)،

يتحدث هذا الكتاب عن الصليب، لا من حيث إثبات حدوث الصلب، أو النبوات التي وردت عنه في العهد القديم، ولكنه يتحدث عن أثر الصليب في حياة المؤمن، فالصليب هو أساس ولادتنا من فوق، وأساس غفران خطايانا، وأساس تمتعنا بحلول الروح القدس فينا، وأساس تمتعنا بحياة النصرة علي الخطية والشيطان. فعلي الصليب دان المسيح الخطية فتم حكم الناموس وأصبحت بلا قوة، وبلا سلطان على المؤمنين.

هذه قصة فتاة أمريكية، من أصل أيرلندي، نشأت في بيت مسيحي تقي، ولكن بسبب الروح العالمية تركت إله أبيها فترة جريًا وراء الآراء العصرية التي سادت المجتمع الأمريكي. ولم تشأ أن تقتنع بالرجوع إليه ألا بعد إختبار عملي شخصي، أثبت الله به لها وجوده في حياتها، فرجعت إليه رجوعًا حقيقيًا، حتى أنها صارت تحمل اسمه إلي أعماق بلاد الصين ... مرسلة تبشر باسمه.

عندما يستيقظ ضمير الخاطيء، وتنكشف أمامه الحقائق الأبدية، يمتلئ قلبه خوفًا وهلعًا، فيصرخ مع سجان فيلبى قائلاً «مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ» (أع 16: 30). أيها القارئ العزيز، هل أستيقظ ضميرك؟ وهل تسأل بلهفة وإشتياق قائلاً «كيف أخلص»؟ حقًا ليس بغريب أن تكون في قلق من جهة خلاص نفسك، الأمر الذي هو بحق خطير جدًا ويستحق كل إنتباه. إن خلاص نفسك أهم من أى أمر يشغل بالك في هذه الحياة.

حيث أن موضوع تأملاتنا يدور حول شخص الرب يسوع له كل المجد، فلا أدني مبالغة إذا قلنا أنه لم يظهر شخص في كل تاريخ البشرية مثل ذلك الشخص العجيب. ومهما حاولنا من دراسة لهذه الشخصية الفريدة فأننا لن نسبر غورها، ولن نصل إلي قرار أعماقها. ولكن ذلك لا يمنعنا من التأمل ومن المحاولة. و لعل أول ما نبدأ فيه هو محاولة التعرف علي «اسم» ذلك الشخص العجيب الفريد. وقد تبدو مثل هذه المحاولة ساذجة جدًا، حيث أننا نعرف جميعًا أن اسمه هو «يسوع».

ما هي المسيحية؟ هذا السؤال قد شغل الناس في هذه الأيام الأخيرة، وتناول الكثيرون من الدارسين فى بلاد كثيرة الكتابة عن «جوهر المسيحية». والسؤال طبيعي وضروري بل وفي غاية الأهمية، ما هي المسيحية؟ ما هي العناصر المميزة والعلامات البارزة للمسيحية؟ وما الذي يجب على الإنسان أن يقبله لكي يكون له الإعتراف الحقيقى الذي به يستحق أن يدعى مسيحيًا؟ ولكي نجيب على هذا السؤال بأفضل الطرق سنتناول الآن

فى هذا الكتاب تظهر بوضوح تام عظمة الحياة المسيحية الحقيقية والتى يجب أن تزداد فى النعمة تصاعدياً فيسير المؤمن من إيمان لإيمان ولن يتأتى ذلك الإ إذا تحرر الإنسان من ذاتيته بمعرفة الحق لأن الحق هو المحرر الوحيد إذ "تعرفون الحق والحق يحرركم" وهذا هو مبدأ الإيمان . يعالج الكاتب مشكلات مبدأ "الثانى" إذ لماذا يختار الله الثانى دون الأول؟ وكيف أن الثانى ينطبق على جميع المؤمنين المختونين؟