مكتبة الخلاص

ما أسهل أن يقدم الإنسان نصائح رخيصة للمحزونين والمتألمين، لكن هذا الكتيب لا يقصد به أن يكون نصائحاً من هذا النوع، إنما هو محاولة لمشاركتك أيها القارىء في نوع من فلسفة الحياة اختبرته مدة سنين كثيرة وفي ظروف مختلفة ـ في الوطن وخارجـه ـ ووجدته ذا فائدة عظيمة. وقد صرت الآن بفضل هذه الفلسفة لا أجتاز في ساعة يأس أو فشل منذ سنين.

لا يوجد كتاب يتحدث عن موضوع الشفاء الإلهي من جميع نواحيه ويشرح كل الحقائق التي جاءت في الكتاب المقدس عن هذا الموضوع. فالبعض يتمسك فقط بالآيات التي تظهر قوة الله واستعداده للشفاء من المرضى في الوقت الحاضر كما في العصور الماضية، والبعض الآخر يعتقد أن الله معاملات مختلفة في العصور المختلفة متمسكا بالآيات التي تثبت أن الله لا يشفى من الأمراض في بعض الأحيان.

هل الله موجود؟: سرت سموم الإلحاد بين الشباب في جيلينا الحاضر، وقد ظن بعض القادة إن الاعتراف بالله والخضوع للدين يقتل في الشباب عناصر الطموح ونوازع التقدم. وهذا خطأ لأن الدين هو أفضل دافع للفضيلة، وأكبر حافز للحب والإيثار، وأعظم مشجع على الرقى والتقدم. والحديث عن وجود الله ينحصر في كلمتين:

الديانة المسيحية هي ديانة الرجاء . خذ مثلا الرجاء في الخلود السعيد . إن المسيحية تفتح أمام البشرية آفاق الرجاء و الأمل في هذه الحياة، و في الحياة الأخرى بعد الموت فهي حقاً ديانة الباب المفتوح . و كما فتح المسيح باب القبر و خرج ظافراً منتصراً على الموت، هكذا البشرية خرجت ظافرة فيه و أصبح القبر المفتوح رمزاً للأبواب العظيمة التي فتحها للبشر بقيامته .

لقد كان منظراً فريداً في عيني (نللي يعقوب) أن تري كل ما حولها أبيض ناصع بعد أن كان منذ لحظات قليلة معتماً قذراً، ينطق بما يعيش فيه أهل ذلك الحى من بؤس وفقر وعوز شديد....وما سر ذلك التغيير سوي الجليد الذي أخذ يتساقط من السماء والذى كانت الفتاة الصغيرة ترقبه وهى واقفة علي عتبة بيتها الصغير.

شاب ممتلئ بالروح القدس: تبدو قصة حياة صموئيل موريس كأنها قصة خيالية، و لكن الواقع أغرب من الخيال. إن صموئيل موريس هو نفس من النفوس النقية التي سكنت في جسد من تراب، لقد عاش على أرضنا سنوات قليلة وهو يحمل زهرة حياته البيضاء الخالية من اللوم، و كان مثالاً لما يستطيع الله أن يفعله بالشخص الذي يسلم له تسليماً كاملاً.

قد يقول قائل : ( إن وسطنا لا يتناسب مع الانتعاش ) ، ولمثل هذا نقول : ( لقد مضى الوقت الذي فيه كنا نظن الانتعاش هو للبلاد الغربية فقط ، فقد جاء الانتعاش لكوريا ، وجاء للصين أيام يوناثان جوفورث ، وها هو قد جاء بجوارنا في أفريقيا ، وقد بدأت نيرانه سنة 1953 ، ولا تزال تندلع لهبه وتنتشر في الكنغو وفيما حولها ...) .

يحوي هذا الكتيب عدداً من القصص الحقيقية لأشخاص عُرض عليهم الخلاص ورفضوه، فكان مصيرهم لا العذاب في جهنم فقط بل العذاب في الأرض هنا قبل أن يذوقوا العذاب صرفاً في الجحيم نفسها.  وكل واحد من هؤلاء الناس حكم على نفسه باستحقاق العذاب لأنه رفض مراحم الله. وإننا نقدم إليك هذه القصص، لا لنرعبك ونخفيك بها، لكن لنحذرك، حتى لا ترفض الخلاص

في اللحظة التي يتقدم فيها خادم الإنجيل بالبشارة للخطاة تقابله الاعتذارات من كل جانب. فالقصة قديمة منذ بداية الخليقة، ويوجد واحد تتقدم إليه إلا ويختلق عذرا ً. ولو ذهبت الآن إلى كل واحد منكم، لم يقبل بعد دعوة الله إلى عشاء الإنجيل المبارك، لتقدم إلىَّ بعذر من أي نوع. ولو حاولت أن أفند له عذره،فإنه يحاول من جانبه أن يقدم عذراً جديداً ...