السؤال الأول الذي يواجه الدارس لهذه الرسائل هو: مَنْ الذي كتبها؟ فلا تحمل أي واحدة منها إسم الكاتب أو أي دليل قاطع على شخصية الكاتب، ومع ذلك فإن كاتب هذه الرسائل لم يكن أبداً موضع شك، فهذه الأسفار الأربعة: الإنجيل الرابع وهذه الرسائل الثلاث مرتبطة ببعضها جداً حتى أنه لا يمكن أبداً الفصل بينها، أو أن ننسب إحداها لكاتب والأخرى لكاتب آخر، وإذا كانت كلها قد كُتبت بقلم كاتب واحد فهذا الكاتب بدون أدنى شك هو يوحنا الرسول
لا يوجد أدنى شك أن كاتبها هو بولس الرسول، وليس نظيرها يحمل هذه العلامات المميزة للكاتب كرسول وعبد للرب يسوع المسيح.
ظروف كتابة الرسالة: كتب الرسول بولس رسالته الأولى إلى كورنثوس بدموع كثيرة وتثقّل قلبي عميق، وكان يعلم أن الرسالة ستسبب لهم الآلم، وكان الرسول قد أرسل تيطس إلى كورنثوس ليقف على أحوال المؤمنين هناك وعلى مدى تجاوبهم مع ما أمرهم به في الرسالة.
لم تكن الرسالة إلى رومية هي الرسالة الأولى التي كتبها بولس الرسول، لأن أولى رسائله كتبها إلى التسالونيكيين قبل رسالة رومية بست سنوات أي في نحو عام 52 م. وبعد بضعة شهور عاد فكتب رسالته الثانية إلى تسالونيكي، أما رسالته إلى رومية فقد كُتبت من كورنثوس في ربيع عام 58 حيث كان بولس يقيم في بيت غايس رجل كورنثسي ثري كان بولس قد عمّده " أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَدًا مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ " (1كو 1: 14).
تُعرف الرسالتان إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس بالرسائل الرعوية، لكن لم يكن تيموثاوس راعياً لكنيسة أفسس بالمعنى المتداول، ولا كان تيطس أسقفاً على كنائس كريت كما يُظَن أحياناً لكن كلا الرجلين كانا ممثلين شخصيين للرسول بولس، وقد تُركا فى موقعيهما ليقوما بالعمل الموكل إليهما من قِبَل رسول الأمم، كما أن وجود تيطس فى كريت لم يغير القيادات التى كانت قائمة على كنائس كريت، لكن تيطس كان مكلفاً بتنظيم هذه القيادات والعمل على نموها الروحى
الرسالة الرعوية : تسمى الرسالتان إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس بالرسائل الرعوية، لأنها أرسلت إلى خدام الرب الذين كانوا يرعون كنائس كبيرة، فقد كان تيموثاوس يخدم فى أفسس "كَمَا طَلَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْكُثَ فِي أَفَسُسَ، إِذْ كُنْتُ أَنَا ذَاهِبًا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ، لِكَيْ تُوصِيَ قَوْمًا أَنْ لاَ يُعَلِّمُوا تَعْلِيمًا آخَرَ" (1تيم1: 3)، وكان تيطس فى كريت "مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ". (تيط 5:1) .
تقع مدينة تسالونيكى (المعروفة الآن باسم سالونيك) عل الطرف الشمالى لبجر إيجه، وهى مدينة لها شهرة تاريخية، ففى عام 315 ق. م أعيد بناؤها على يد كساند بن انتيباتر – وكانت تُدعى سابقاً ثرما (نسبة لما يوجد بها من عيون ساخنة) – وحوّلها إلى مدينة جميلة وغيّر اسمها إلى تسالونيكى على اسم زوجته ابنة فيليب المقدونى وأخت الإسكندر. وتتبع تسالونيكى مقاطعة مقدونية فى بلاد اليونان.
تتكون الرسالة من 95 عدداً قصيراً ويمكن قراءتها فى عشر دقائق، لكننا فى الحقيقة نجد أمامنا سفرا جديرا بالتأمل، سفرا لاغتسال النفس، سفرا نستطيع أن نغوص فى أعماقه الروحية لنكشف حقائق مجيدة تخفى عن القاريْ السطحى. والرسالة الى كولوسى تكشف عن كنوزها لمن يرغب أن يضع المبادئ الأساسية للحياة الجديدة فى المسيح موضع التنفيذ. أخذ – بولس – كاتب الرسالة – أسيرا الى رومية
مدينة فيلبى : هى كبرى مدن مقدونية فى اليونان، ويرجع إسمها إلى مؤسسها فيليب المقدونى ملك مقدونية الشهير، وأبو الأسكندر الأكبر، الذى قام باصلاحها وتجميلها، وبالقرب من هذه المدينة وقعت المعارك التاريخية بين يوليوس قيصر وبومبىالكبير، وتلك التى جرت بين أوكتافيوس وأنطونيوس من جانب وكاسيوس بروكسى من الجانب الآخر، وقد صارت فيلبى بعد الفتح الرومانى مستعمرة رومانية بعد أن نزح إليها الكثيرون من الجنود الرومان وعاشا فيها
أين تقع أفسس؟ تقع مدينة أفسس في مقاطعة ليديا (آسيا الصغرى) على نهر كايستر وعلى بعد خمسين ميلاً من سميرنا، وقد كانت مركزاً تجارياً كبيراً، كما أنها إشتهرت بمعبد أرطاميس التي كان يعبدها كل سكان آسيا، ومنذ عهد بعيد كان الناس يؤمون أفسس لزيارة معبد الإله أرطاميس، وقد إحترق هذا المعبد سنة 355 ق . م ثم أعيد بناؤه بنفقات باهظة وكان واحداً من عجائب العالم القديم .