لا يوجد أدنى شك أن كاتبها هو بولس الرسول، وليس نظيرها يحمل هذه العلامات المميزة للكاتب كرسول وعبد للرب يسوع المسيح.
ظروف كتابة الرسالة: كتب الرسول بولس رسالته الأولى إلى كورنثوس بدموع كثيرة وتثقّل قلبي عميق، وكان يعلم أن الرسالة ستسبب لهم الآلم، وكان الرسول قد أرسل تيطس إلى كورنثوس ليقف على أحوال المؤمنين هناك وعلى مدى تجاوبهم مع ما أمرهم به في الرسالة.
ويظن البعض أن تيموثاوس كان قد عاد أولاً من كورنثوس حاملاً أخباراً مؤلمة عن الكورنثيين زادت من قلق الرسول عليهم. وقبل كتابة هذه الرسالة كان بولس قد ترك آسيا حيث تعرض لأخطار كثيرة إلى حد الموت وكانت الأخبار التي آتى بها تيطس في مجملها طيبة، فكانوا قد ناحوا على الخطأ الذي صدر منهم وتابوا عنه، غير أنه كان من الواضح أيضاً أن كل الأمور لم تكن قد إستقرت، فكان لايزال هناك خصوم يهاجمونه وقد صاروا أكثر مرارة من جهته بسبب الرسالة القوية التي أرسلها إلى الكنيسة، الأمر الذي دعاه لكتابه هذه الرسالة الثانية التي فيها يعبّر عن مدى التعزية التي حملتها إليه أخبار توبتهم، لكنه أيضاً في الرسالة يدافع عن نفسه وعن سلطانه الرسولي.
المؤلف : فؤاد حبيب