تقع مدينة تسالونيكى (المعروفة الآن باسم سالونيك) عل الطرف الشمالى لبجر إيجه، وهى مدينة لها شهرة تاريخية، ففى عام 315 ق. م أعيد بناؤها على يد كساند بن انتيباتر – وكانت تُدعى سابقاً ثرما (نسبة لما يوجد بها من عيون ساخنة) – وحوّلها إلى مدينة جميلة وغيّر اسمها إلى تسالونيكى على اسم زوجته ابنة فيليب المقدونى وأخت الإسكندر. وتتبع تسالونيكى مقاطعة مقدونية فى بلاد اليونان.
وفى العصر الرومانى صارت تسالونيكى عاصمة مقدونية ومن أكبر مدنها، وقد بلغ عدد سكانها مائتى ألف نسمة، وقد ساهم موقعها فى ازدياد أهميتها، فكانت تسالونيكى من كبريات المدن التى تقع على الطريق الآغناطى السريع، وهى طريق حربية تربط بين روما والشرق، وتسير بمحازاة ساحل البحر مارة بكورنثوس . فى رحلته التبشرية الثانية جاء بولس إلى هذه المدينة يرافق سيلا وتيموثاوس، وكان سيلا قد وقع عليه الاختيار فى انطاكبة ليرافق بولس فى هذه الرحلة بعد افتراق برنابا عنه، وقدانضم إليهما تييموثاوس فى لسترة عقب بداية الرحلة. وبعد زياة الكنائس التى تأسست فى الرحلة الأولى فى آسيا جاء بولس إلى ترواس، وهناك رأى الرؤيا التى سمع فيها نداء المقدونى أن يعبر إلى مقدونية. ولما سمع بولس نداء الاستغاثة عبر البحر إلى أوروبا، وكانت المحطة الأولى التى توقف فيها هى فيلبى.
المؤلف: فؤاد حبيب ومجموعة من مشاهير الكتاب