تُعرف الرسالتان إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس بالرسائل الرعوية، لكن لم يكن تيموثاوس راعياً لكنيسة أفسس بالمعنى المتداول، ولا كان تيطس أسقفاً على كنائس كريت كما يُظَن أحياناً لكن كلا الرجلين كانا ممثلين شخصيين للرسول بولس، وقد تُركا فى موقعيهما ليقوما بالعمل الموكل إليهما من قِبَل رسول الأمم، كما أن وجود تيطس فى كريت لم يغير القيادات التى كانت قائمة على كنائس كريت، لكن تيطس كان مكلفاً بتنظيم هذه القيادات والعمل على نموها الروحى
وتتشابه تيموثاوس الأولى وتيطس فى كثير من الأمور، فكلاهما كُتبتا إلى رجلين كانت عليهما مسئولية خطيرة، وغالباً قدكُتبت الرسالتان فى وقت واحد، وكلتا الرسالتين تركزان على أهمية التعليم الصحيح فى مواجهة الهرطقات التى كانت سائدة، لكن هناك اختلافات واضحة، فالرسالة الأولى إلى تيموثاوس تظهر فيها العلاقة الوثيقة بين الكاتب والمكتوب إليه أكثر مما نجده فى الرسالة إلى تيطس، كما نجد أن فى الرسالة الأولى إلى تيموثاوس يركز الكاتب على أهمية التعليم الصحيح، ولكن فى الرسالة إلى تيطس نجد التركيز على أهمية السلوك كما يليق، وفيها أيضاً يشدد الرسول على الارتباط الشديد الكائن بين الإيمان والسلوك
المؤلف : فؤاد حبيب ومجموعة من مشاهير الكتاب