تتكون الرسالة من 95 عدداً قصيراً ويمكن قراءتها فى عشر دقائق، لكننا فى الحقيقة نجد أمامنا سفرا جديرا بالتأمل، سفرا لاغتسال النفس، سفرا نستطيع أن نغوص فى أعماقه الروحية لنكشف حقائق مجيدة تخفى عن القاريْ السطحى. والرسالة الى كولوسى تكشف عن كنوزها لمن يرغب أن يضع المبادئ الأساسية للحياة الجديدة فى المسيح موضع التنفيذ. أخذ – بولس – كاتب الرسالة – أسيرا الى رومية
وظل هناك مقيداً ينتظر أن يحاكم أمام القيصر، وجاء اليه أبفراس يحمل معه أخبارا عن كنيسة كولوسى: عن نموها وبعض الصعاب التى تواجهها، فعزم بولس أن يعالج بعض الأخطاء المعينة، وقد فعل ذلك بواسطة اظهار أمجاد المسيح يكاد يكون من المؤكد أن الكنيسة فى كولوسى لم تكن من تأسيس بولس نفسه، وأنه عندما كتب هذه الرسالة لم يكن قد زار هذه الكنيسة ، ولا يقر سفر الأعمال بغير ذلك. لكن الرسالة تكشف عن حقيقة علمه بالمسيحيين فى كولوسى بواسطة أخبار وصلته أن أبفراس كان مؤسس هذه الكنيسة وتلك التى فى لاودكية وهيرابوليس، ومع ذلك فإنه مما لا شك فيه أن كنيسة كولوسى كانت احدى ثمار خدمته بولس كما نستخلص ذلك من تاريخ خدمته فى أفسس القريبة من تلك المدن- والذى يرويه لنا سفر الأعمال (أع 19 : 10 ، 26)
المؤلف : فؤاد حبيب ومجموعة من مشاهير الكتاب جيلين - ماكدونالد وآخرين