«فَنَادَى الرَّبُّ الإله ادَمَ: «أين أنت؟». (تك 3: 9). كان الأمر الأول، الذي حدث بعد سقوط الإنسان الأول، ووصول أخبار هذا الحدث إلى إسماع السماء، أن الله بنفسه نزل ليبحث عن الضال. وبينما كان يتمشى في الجنة، عند هبوب ريح النهار، كنت تسمعه وهو ينادى: "آدم! آدم! أين أنت؟".
إنه صوت النعمة، بل هو نداء الرحمة، هو صوت الحب الذي يغمر به قلب الله. كان من الواجب أن آدم هو الذي يتخذ موقف المنادي لله، والصارخ إليه لينقذه بعد أن أذنب وسقط. كان من اللازم أن يجوب الجنة ذهاباً وإياباً وهو يصرخ في مرارته: "يا إلهي أين أنت؟". ولكن الذي حدث فعلاً هو أن الله هو الذي نزل من السماء بحثاً عن الشارد الضال، لا ليمحوه من أرضه، بل ليدبر له خطة للنجاة من شقاء خطيته.
المؤلف: د. ل. مودى
المعرب: دكتور نبيه فريز