تعتبر الإصحاحات الخمسة الأولى من سفر التكوين أنجيلاً كاملاً، ففي الإصحاح الأول نرى خليقة الله التي أبدعها في كمال و جمال، وفي الإصحاح الثاني نرى تكوين الأسرة الأولى وخلق الإنسان كتاج الخليقة كلها، و في الإصحاح الثالث نرى كيف دخلت إلى العالم فأفسدت خليقة الله، ونرى أيضاً كيف فشلت أوراق التين في أن تستر عري الإنسان، وكيف عالج الله مشكلة الخطية بالدم المسفوك، وفي الإصحاح الرابع نرى مشهداً مروعاً حيث أفرخت الخطية فأنتجت أول جريمة قتل في التاريخ.
و في الإصحاح الخامس نرى موقف التاريخ إذ رغم الأعمار التي قاربت الألف سنة يسود الموت على كل الناس تنفيذاً لحكم الله الإلهي: "لأنك تُرَابٌ وَالَى تُرَابٍ تَعُودُ". و وسط مشهد الموت نرى أخنوخ الذي سار مع الله و لم يوجد لأن الله نقله إذ شوهد له أنه قد أرضى الله.
المؤلف: رمسيس ونيس