أمامنا أربعة رجال يشهد الوحي عنهم أنهم كانوا كاملين، أو أن قلبهم كان كاملاً مع الله. ويذكر الوحي أيضاً أنهم لم يكونوا كاملين بمعنى العصمة الكاملة، أو الكمال المطلق، فنحن نعلم كيف سقط نوح، ونعرف كيف اتضع أيوب ووضع نفسه في التراب أمام الله، ولا تخفى عنا سقطة داود المحزنة ، كما نقرأ عن آسا أنه جاء وقت تصرف فيه بحماقة واستند على الآراميين ولم يتكل على الرب إلهه، كما أنه في مرضه لم يطلب الرب بل الأطباء، ومع ذلك كان قلب هؤلاء الرجال كاملاً أمام الرب إلههم.
ولكي نفهم معنى الكمال ينبغي أن نتذكر أن مفهوم الكلمة يتحدد من الظروف المعينة التي ذكرت فيها، فما يعتبره الأب أو المعلم كمالاً في الطفل الذي في العاشرة من عمره يختلف تماماً عن الكمال الذي ينتظره في ابن العشرين كذلك الأمر بالنسبة للكمال في الدائرة الروحية، فهو يختلف في مشتملاته، وفي الدلائل التي تدل على وجوده إختلافاً بيناً
المؤلـف: أندرو مُورى
المعرب: فؤاَد حبيب