عندما دراستنا لنواحي النشاط المختلفة في الخدمة المسيحية ينبغي أن نبدأ بالعمل الفردي لأنها خدمة يستطيع كل مؤمن أن يقوم بها، فضلا عن أنها طريقة فعالة لربح النفوس. أندراوس وجد يسوع ، وعن طريق العمل الفردي جاء أندراوس بأخيه بطرس. لم يذكر لنا الكتاب أن أندراوس ألقى بعض العظات الروحية الرنانة ، لكنه بكل تأكيد عمل شيئا عظيما إذ ربح أخاه بطرس للمسيح. وعندما وعظ بطرس يوم الخمسين ربح ثلاثة آلاف نفس للمسيح.
كذلك الواعظ الشهير مودى عرف المسيح بواسطة خدمة أحد رجال العمال في بوسطن بأمريكا، وقد ربح مودى الآلاف للمسيح . إننا نستطيع أن نربح الملايين للمسيح بواسطة العمل الفردي يلقى منا أقل اهتمام بينما هو في الواقع يأتي بالنتائج العظيمة. كثيرون يظنون أن العمل الفردي خدمة أقل من مواهبهم ومركزهم الديني، فيفتكرون أن الحديث إلى شخص بالذات مضيعة للوقت، وهم ينسون أن الرب نفسه كان في إمكانه أن يتحدث إلى الآلاف باستمرار لكنه كانت مع ذلك لم يهمل فرص الحديث مع الأفراد، بل إن خدمة العمل الفردي كانت محببة إلى قلب مخلصنا حتى إننا نلاحظ أن ما سجله الوحي عن أحاديث الرب مع الأفراد أكثر من العظات التي ألقاها على الجماهير . لذلك فإن من يتعالى على العمل الفردي إنما تعالى على الرب نفسه.
تأليف/ ر. أ. تورى
تعريب / رمسيس ونيس