قصة السفر: كان سفر عزرا ونحميا يضمهما مجلد واحد مع سفري أخبار الأيام، ونلاحظ مطابقة فاتحة سفر عزرا مع خاتمة سفر أخبار الأيام الثاني، أما المدة بين نهاية أخبار الأيام الثاني وبداية سفر عزرا فهي خمسون سنة يسجل سفر عزرا بداية رجوع المسبيين من بابل إستجابة لنداء كورش ملك فارس في السنة الأولى من ملكه، وبناء بيت الرب وتدشينه، بينما يسجل سفر نحميا قصة بناء السور. وفي الأصحاح الثاني من عزرا نجد أسماء الراجعين الذين رجعوا إلى أورشليم مع زربابل الذي كان من نسل داود
، وبعد أن إستقر بهم المقام أقاموا المذبح ودشنوه بتقديم الذبائح، ثم بعد ذلك شرعوا في بناء البيت، وهنا ظهر السامريون مقدمين إستعدادهم للمشاركة في العمل لكن عرضهم قد رُفض، فبدأ الأعداء يقاومونهم وإستأجروا ضدهم مشيرين، وتوقف العمل فترة من الزمن (536 – 520 ق . م) وكتبوا رسالة إلى ملك فارس بالأرامية نجدها مدونة في الأصحاح الرابع فأصدر الملك أمراً بتوقيف العمل، وكان متوقفاً إلى السنة الثانية من مُلك داريوس (520 ق . م) في تلك الأيام ظهر بين البقية الخائرة نبيان عظيمان من أنبياء ما بعد السبي هما حجي وزكريا، وكان بسبب رسائل حجي الملتهبة ورؤى زكريا المجيدة أن حدثت نهضة بين الشعب فعادوا للعمل بهمة ونشاط بقيادة زربابل ويشوع الكاهن العظيم وبعد سنين كثيرة (57 سنة) بدأ عزرا في الظهور في المشهد، ونجد العمل الذي قام به مدوناً في القسم الثاني من السفر (ص 7 – 10). لقد أذن له الملك (أرتحشستا لونجمانس) أن يقدم على رأس جماعة ثانية من المسبيين بالرجوع، ورسالة أرتحشستا مدونة بالأرامية (الكلدانية) ويرفع عزرا صوته بالشكر والتسبيح لله بعد إستلامه رسالة الملك، أما أسماء الصاعدين مع عزرا فنجدها مدونة في بداية الأصحاح الثامن، وإجتمعوا عند نهر أهوا في الخيام ثلاثة أيام، وإكتشف عزرا أن أحداً من اللاويين لم يرافقهم، وفي الحال طلب فلحق بالركب عدد منهم، وقبل بداية الرحلة صاموا وتذللوا أمام الله طالبين منه طريقاً مستقيمة وحماية من قُطاع الطرق، وبدأ الإرتحال من نهر أهوا في اليوم الثاني عشر من الشهر الأول ووصلوا أورشليم في اليوم الأول من الشهر الخامس، وقد أحسن الله إليهم وحفظهم في الطريق، وبعد ذلك قام عزرا بحركة الإصلاح الواسعة بين الشعب
المؤلف : فؤاد حبيب ومجموعة من مشاهير الكتاب هنري- سكوت - جيلين وآخرين