لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (لو19: 10). في هذه العبارة الموجزة يبين لنا الكتاب المقدس بوضوح تام الهدف من مجيء الرب يسوع المسيح إلى العالم. لقد أتى لكي يتمم العمل الذي أرسله الآب ليعمله، و الآب لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص العالم «لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. » (يو 3: 17).
لقد جاء لكي يتمم مشيئة الآب في خلاص البشرية المسكينة الهالكة، و لذلك كان شغله الشاغل في زمن وجوده على الأرض هو أن يطلب و يخلص ما قد هلك. وهل يفشل من يرسله الله ليتمم عملاً ما؟. لقد أرسل الله موسى قديماً لكي يقود شعبه من ذل العبودية إلى أرض الموعد، الأرض التي تفيض لبناً و عسلاً، فهل فشل؟ ربما لو شاهدناه و هو يقف في بلاط فرعون، و هذا الأخير يخاطبه في غلطة و خشونة قائلاً:" من هو الرب حتى اسمع لقوله"، ثم يطرده من حضرته، لظننا أنه فشل. لكن الرب كان مع عبده، و مع شعبه، فأخرجه من ارض العبودية بيد قوية و ذراع مقتدرة.
المؤلف: د. ل. مودى
المعرب: فؤاد زكى