الصبى البطل: لقد لمس الله قلبي – من فرط رحمته – مرتين أو ثلاث في حياتي وقعت فيها تحت تأثير تبكيت عظيم...أثناء الحرب الأمريكية – و قد كنت جراحاً في جيش الولايات المتحدة – بلغ عدد الجرحى في معركة جتسبرج بضع مئات ازدحم بهم المستشفى، و كان بين هؤلاء الجرحى ثمانية و عشرون أصيبوا إصابات خطيرة استدعت إسعافهم على جناح السرعة،
و كان ضمن هؤلاء صبى لم يقض في خدمة الجيش أكثر من ثلاثة شهور بوظيفة طبال، لحداثة سنه و عدم لياقته لأن يكون جندياً، و كانت حالته تحتم ضرورة بتر ساقه و ذراعه معاً. و إذ أراد الجراح المساعد و أحد الممرضين أن يخدراه بالكلوروفورم تمهيداً للعملية، حًّول رأسه و رفض بإصرار أن يقبل ذلك. قال له الممرض: "انه أمر الطبيب أن نعطيك شيئاً من الكلوروفورم" فأجاب الصبي قائلاً: "استدع الطبيب لي".ذهبت إليه، و إذ وقفت بجانب سريره قلت له: "أيها الشاب، لماذا لا تقبل الكلوروفوم؟ لقد وجدتك في ميدان القتال خائر القوى حتى ظننت أنه لا فائدة ترجى من انتشالك، لما كنت عليه من إعياء و ذهول
المؤلف: د . ماهر فهمي
المعرب: وليم داود