إذا درسنا رسائل الرسول بولس فإننا نجد ظاهرة واضحة، وهي سمو الصلوات الواردة فيها. ولكننا نجد في هذه الصلاة بالذات سمواً منقطع النظير، فكأني به يأخذنا إلى قصر فاخر متعدد الحجرات، ويتدرج بنا من حجرة إلى حجرة حتى يصل بنا إلى قاعة العرش. وبادئ ذي بدء أن هذه الصلاة تنقسم إلى أربع طلبات، كل منها سبب للتي تليها، كما أنها نتيجة لسابقتها: "لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ" (أف 3: 16). "
ولقد عزمت بنعمة الله أن أتناول هذه الطلبات الأربع على التوالي، لكي أضع أمامكم بمعونة الله الرؤى الجميلة لإمكانيات الحياة المسيحية الواجب علينا التمتع بها. وهذه الصلاة، التي رفعها الرسول بولس، هي قصد الله في حياتنا، وهو يريد أن يمتعنا بها.
المؤلـف: ألكسندر مكلارن
المعرب: واصف عبد الملك