قد يبدو عنوان هذا الكتاب – "المحبة الثورية" أو "المحبة الثائرة" – غريباً على أسماع الكثيرين، مسيحيين وغير مسيحيين على السواء. ووجه الغرابة هو الجمع غير العادي لدى كثيرين بين أمرين يسيران كل منهما – عادة – في اتجاه عكس الآخر. فالثورية تُفهم لدى غالبية الناس باعتبارها أمراً سلبياً، يشتمل على عنف هدام، مخرب، متعصب، يقلب كل ما هو صالح في الحياة رأساً على عقب، ويتركها محطمة، فارغة، بائسة.
أما المحبة فتُفهم باعتبارها أمراً إيجابياً، غير ضار، تدعو للاستقرار، وترضى بالظروف كما هي. بل هي حامي وحافظ ما قد تحقق فيما مضى من الحياة، وما يحتويه الحاضر من كل ما يجعل الحياة جميلة وسعيدة. والمحبة، بهذا المعنى، هي عكس ما تنطوي عليه الثورة من تغييرات تزعج وتهدد ما نمتلكه من حاضر مستقر، روحياً، واجتماعياً، وسياسياً، واقتصادياً.
المؤلـف: الأسقف فستو كيفنجري
المعرب: فؤاد زكي