مرة أخرى استيقظ يشعيا بن شموع وهو يقفز من فراشه على أثر حلم مزعج ، تكرر معه للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد ... وهذه المرة الأخيرة كانت فى صباح يوم السبت. كان يشعيا ضعيف البنية، أشعث الشعر، ذا قامة قصيرة، ووجه أسمر، وعينين متسعتين، وحاجبين رقيقين يكاد لا ينمو فيهما الشعر. وقد وُلد فى أسرة يهودية فقيرة فى مدينة فيلبى أيام كانت مستعمرة رومانية فى مقاطعة مكدونية الأوروبية على الحدود بين قارتى أوروبا وأسيا، وذلك فى القرن الأول الميلادى.
ومات شموع الأب مخلفاً وراءه أسرة كبيرة مكونة من الأم الشابة وستة أطفال أكبرهم يشعيا، وكان وقتها فى العاشرة من عمره. وكانت الأم المسكينة تذهب إلى شاطىء النهر ومعها أثنان أو ثلاثة من أولادها يجمعون الصفاف وأعواد الشجر، وإذ تقفل راجعة إلى البيت تبدأ فى عمل الحصير والسلال ثم تبيعها فى سوق فيلبى كل أسبوع.
المؤلف: د. صبحى واصف عبد الملك