الوعظ حياة، وعلم وفن، بل هو سفارة أو إرسالية. والواعظ يتكلم من قبل ملك الملوك ورب الأرباب إلي أناس مساكين يحتاجون إلى نعمة الله الغنية. ولكي يتمم الواعظ هدف حياته، ويقوم بالسفارة التي كلف بها خير قيام، ينبغي عليه أن يخضع قلبه وعقله وقوته وعلمه وملكاته بالكامل على مذبح هذا العمل النبيل. وقد نبغ – على مدى العصور – وعاظ بلغوا المثل الأعلى في خدمة الوعظ، ووصلوا إلي الهدف السامي من خدمتهم، فكانت حياتهم وخدمتهم قطعة فنية ممتازة أتت بخير النتائج.
من هؤلاء «المستر تشارلز هادن سبرجن» الذي إعترف العالم به أميراً للوعاظ بغير منازع. ولا يتسع المجال هنا للحديث عن تاريخ حياة «المستر سبرجن»، إنما يكفي أن نذكر أنه لم يكن واعظاً مجيداً فقط بل أنه أنشأ كلية للاهوت تخرج فيها وعاظ قادرون، قاد حركة نهضة مباركة في عصره، وكانت له مدرسة وأسلوب خاص في الوعظ والخدمة، وعاش لمدة تزيد عن أربعين عاماً كارزاً وكاتباً، فكان من أعظم رابحي النفوس في العالم، ومازال حتي الآن سبباً في ربح الكثيرين للمسيح عن طريق كتاباته الروحية القوية. ولقد جمعت عظاته – بمناسبة إنقضاء مائة. ما هـو المقصــود بربـح النفـوس؟ أرجو يا أصدقائي، بمعونة الله، أن أقدم إليكم في هذه المحاضرات منهجاً مختصراً لربح النفوس، فربح النفوس هو في الواقع العمل الأهم للخادم المسيحي، ويجب أن يكون كذلك أيضاً للمؤمن الحقيقي حتي نقول جميعاً كما قال بطرس: «أنا ذاهب لأتصيد». ويصبح هدفنا هو نفس هدف بولس الرسول ألا وهو لنربح على كل حال قوماً .
تأليـف: ت. هـ . سبرجن
تعريب: القس فايز عزيز عبد الملك