لكثيرين من أولاد الله خبرة عميقة في موضوع الإرشاد، ولذلك فمن النافع تقديم بضعة إقتراحات لمعرفة الطريق الذي يريد منا أبونا السماوي أن نسلكه، والعمل الذي يريدنا الله أن نقوم به. إن أهمية الموضوع لا يمكن إغفالها، فالكثير من قوتنا وسلامنا يتوقف على معرفة المكان الذي يريدنا الله أن نكون فيه، وعلى وجودنا فيه فعلاً. أن المن لا يسقط إلا حيث يحل عمود السحاب. لكنه يقيناً يوجد على الرمال التي كانت منذ ساعات مكشوفة لقبة السماء، لكنها الآن يظللها السحاب.

إن كنا نوجد تماماً حيث يريدنا أبونا السماوي أن نكون فلنثق ثقة كاملة بأنه سوف يمدنا بالقوت والكسوة وكل ما عداهما. فإنه عندما ييسل خدامه إلي كريث يسخر حتي الغربان لتقدم لهم طعاماً. كم من مشاريعنا المسيحية فشلت لأننا أصررنا على إنشائها بدافع من آرائنا الشخصية بدلاً من التأكد مما يقصده الله منا أن نفعله، وعن المكان الذي يريدنا أن نكون فيه. نحن نحلم أحلاماً جميلة متوقعين النجاح في تلك المشاريع، ونحاول أن نسيطر عليها ونستخدم كل الوسائل، المشروعة أو غير المشروعة. وأخيراً نرجع إلي الوراء وقد ثبطت عزائمنا، وغطانا الخزي والخجل، كأولاد جرحت الأشواك أجسادهم ، أو لوثتها الأرض الموحلة. لم يكن ممكناً أن يحصل شيء من هذا لو أننا كنا من البداية تحت إرشاد الله ذلك الإرشاد الذي لا يخطئ قط. قد يمتحننا الله، لكنه لا يمكن أن يدعنا نخطئ.

تأليف: ف. ب. مَاير