إن صفحات هذا الكتاب الصغير كلها تكاد تدور حول جانب واحد من جوانب الصلاة، ألا وهو الطلب. وكل ما سجلته هنا هو مجرد شهادة شخصية لما يستطيع الطلب من أبي السماوي أن يفعله في مواجهة أزمات ومطالب الحياة اليومية. قال لي خادم مسيحي مشهور، وكان قد قرأ بعض الإختبارات في مجلة مدارس الأحد:« أنكِ عندما تطلبين كل الأشياء من الله كما تفعلين، فأنك تنزلين الله إلي مستوي الماديات التافهة».

ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة لي، فإن الله في نظري هو أبي، وأنا إبنته، وكما أني أبتهج عندما يبحث إبني عني ويهرع إلي لما يشعر بالبرد أو الجوع أو المرض، أو عندما يكون في حاجة إلي الرعاية والحماية، كذلك يكون فرح وإبتهاج أبي السماوي بإلتجائي إليه. لقد أقام الناس حول الصلاة أسواراً وقواعد مصطنعة، جعلت الصلاة أحياناً أمراً معقداً. ولكني مقتنعة تماما أن الله قصد أن تكون الصلاة جزءً بسيطاً وطبيعياً ومستمراً لا غني عنه لحياتنا الروحية، تماما كالعلاقة التي ينبغي أن تكون قائمة بإستمرار بين الطفل ووالديه في البيت. وكما أن جانبا كبيراً من علاقة الطفل بأبويه هو في الحقيقة علاقة طلب وأخذ من جانب الطفل، هكذا الأمر معنا في علاقتنا بأبينا السماوي.

تأليف: روُزالند جُوفورث

تعريب: الِقسَّ/ باقى صَدقه