أثناء حياة يسوع على الأرض، كانت الكلمة التي استخدمها أكثر من غيرها عند التحدث عن العلاقات التي ربطت التلاميذ بشخصه هي "اتبعني". وعندما أوشك الرب أن يتركهم ويصعد إلى السماء، أعطاهم كلمة جديدة، تحمل في ثناياها التعبير عن اتحاد أكثر أُلفة وروحانية معه في المجد. وكانت الكلمة التي اختارها هي: "اثبتوا فيّ". ويخشى أن هناك كثيرين من أتباع يسوع الغيورين، قد خفي عليهم لدرجة كبيرة معني هذه الكلمة، مع ما تعد به من الاختبارات المباركة.
وبينما يثق هؤلاء في مخلّصهم أنه قد غفر خطاياهم فيلجأون إليه لمساعدتهم، ويسعون من جهتهم ليكونوا طائعين له إلى حد ما، لكنهم بالجهد يدركون أن دعوة الرب لهم في القول "اثبتوا فيّ"، إنما هي دعوة إلى اتحاد أوثق، وإلى شركة أعمق، وإلى وحدانية من نوع عجيب في الحياة والاهتمامات. ومثل هذا الجهل من جانب أولئك لا يمثل فقط خسارة لا تعوض بالنسبة لهم، لكن تلك الخسارة تسبب المعاناة لكل من الكنيسة والعالم.
المؤلف: أندرو مُوري
المعرب: الدكتور رمزي سعّد