النهضة هى إيقاظ الحياة الروحية التى أعتراها الفتور أو الشرور، وهى عودة الانتعاش وإنتعاش المشاعر الروحية ، وإثارة المشاعر الروحية التى تعيد الشعب إلى الله وتتميز بمظاهر التوبة والحماس والنشاط. وفى العهد القديم بُذلت المساعى والجهود من أجل نهضات استغرق بعضها أياماً، والبعض الآخر أسابيع، ولكن تأثيرها استمر جيلاً أو أكثر حسب الظروف التى تعرضت لها, فالنهضة فى جاسان استمرت وقتاً قصيراً بسبب قسوة البرية، لكنها كانت كافية لخلق الشعور بالكرامة وإيجاد رغبة فى الحرية لم تخمد.
وفرزت الشعب لمسئولية مجيدة، ودفعتهم خارج أبواب العبودية بعيداً عن متناول مسخريهم, وجعلت البحر فاصلاً بينهم وبين ظالميهم، وأعطتهم قائداً وحياة كريمة، ونقلتهم إلى أرض الموعد. وهكذا تسهم كل نهضة بنصيب كبير فى حياة وتقدم شعب الله. ففى فترات معينة تحدث صحوة فى مكان ما، فينتفض الناس من حالة التبلد واللامبالاة إلى الشعور بحاجتهم إلى الله ويتملكهم شعور بثقل خطاياهم ورغبة ملحة للهروب من المصير المحتوم الذى يلوح أمامهم, فيطروحون كل شىء ويركزون اهتمامهم نحو هذا الهدف، وعندئذ يدب النشاط الروحى فيهم ويرد الرب لهم الانتعاش البهيج، وهذه هى النهضة.
المؤلف: دكتور أوتري
المترجم: بشاي مسعد