تأملات في احداث الأسبوع الأخير من حياة المسيح: شغل الكثيرون بالكتابة عن قصة آلام مخلّصنا التي وقعت حوادثها منذ ألفي عام تقريباً، وحتى الأعداء الذين لم يستفيدوا من ثمرة هذة الآلام وقفوا مبهوتين أمام معاني التضحية وإنكار الذات التي تنعكس من على الصليب. ويعد هذا الكتاب أروع ما كتب في هذا الموضوع، وقد أخرجه كاتبه تحفة رائعة من الأدب الروحي الرفيع، وفي أسلوب شيق جذاب يتناول بالدراسة والبحث أخطر وأعظم قضية وهي "فداء الإنسان".
وإذا تعرضنا لأسلوب الكاتب نجد فيه دقة الوصف في رواية الأحداث، وبراعته في تصوير المشاهد، وتحليل الشخصيات، وقد آثر أن يستعمل صيغة الحاضر في كلامه، وكأنه يرى الأحداث وهي تتمثل أمامه، وكأنه يجلس مع التلاميذ ويستمع إلى أحاديث الرب الأخيرة، وكأنه ينقل إلينا على أمواج الأثير تفاصيل المحاكمة التي أجريت ضد رب المجد، وكأنه يسير مع الجمع الثائر وهم يقودون البار إلى الصليب، وكأنه شاهد عيان لما كان يدور فوق رابية الجلجثة، ثم لما حدث عند القبر
تأليف: فردريك كروماخر
تعريب: فؤاد حبيب