للتنمية الروحية

ماذا عـن الألـم وأنـواعـه ؟

ماذا عن الألم ؟ وما هي أنواعه ؟

" بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ" (1بط 4: 13)

بقدر ما يعيش المؤمن كغريب على الأرض وشاهد مُجاهر للرب يسوع المسيح، يواجه مواقف صعبة وأحياناً أليمة، ولكن المجد أمامه في السماء. ويعلن الرسول بطرس فرحاً غير محدود عندما يظهر المسيح أمام الجميع.

يصف بطرس في كل أصحاح من أصحاحات رسالته الأولى، آلاماً بسبب تجربة معينة. والغرض من الألم ليس هو الحصول على غفران الخطايا، لأن المسيح تألم مرة واحدة على الصليب لهذا الغرض (ص2: 24)، ولكن الآلام المذكورة فيما يلي هي التي تخصنا:

1 - تجارب الإيمان (ص1: 7،6) " الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ­ إِنْ كَانَ يَجِبُ ­ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ "

يختبر الله جودة إيماننا وينميه. هكذا كان الحال مع إبراهيم وداود وأيوب خلال فترة محددة. إن الله يعرفنا معرفة تامة، لذا فغرض التجربة ليس الله، بل نحن والذين نعيش معهم، لكي يظهر ما يفعله فينا لمجده.

2 - تجارب من أجل الضمير (ص2: 19-22) "لأَنَّ هذَا فَضْلٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ. لأَنَّهُ أَيُّ مَجْدٍ هُوَ إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ، لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ" .

فمثلاً عندما يطلب مني رئيس عملي أن أغش من جهة جودة مُنتج، فإن ضميري يمنعني من ذلك. وهذا الرفض يُملَى عليّ من واقع أن لي سيداً في السماء لا يبيح الكذب. وهذا الموقف يعرّضني للألم، وقد يسبب فقداناً لعملي ولكن هذا "فضل" (ع19، 20) أي شيء يستحق المدح.

3 - تجارب من أجل البر (ص3: 14-17) "وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا، بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ. لأَنَّ تَأَلُّمَكُمْ إِنْ شَاءَتْ مَشِيئَةُ اللهِ، وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ خَيْرًا، أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ شَرًّا"

وهذا يعني أكثر من مجرد الرفض الذي أشرنا إليه منذ قليل. إنه شيء إيجابي مرجعنا فيه هو كلمة الله.

4 - تجارب من أجل اسم المسيح (ص4: 14) "إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ".
هذا نصيب الذين هم مستعدون لأن يظهروا أنهم ملك له بأن يذكروا اسم الرب في هذا العالم. ففي وسط الهزء تكون السعادة في رضاه.

5 - تجارب من الشيطان (ص5: 9،8).  "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ".

إنه قد يترك الله الشيطان يجربنا ويغوينا، ولكننا في جانب المنتصر.

لنثق إذاً، فنحن بعون الرب نستطيع أن نقاوم الشيطان ونحتمل جميع أنواع هذه الآلام .


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...