للتنمية الروحية

المصالحة

"رجع إلي نفسه" انها" لحظة من النعمة"  صار الابن الضال في حاجة إلي معونة.

فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا!  أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،  وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ"  (لو 15: 17- 19)  

لقد استسلم للوضع أولا.ً لو كانت هناك أية نيّة لعودته إلي بيته اذا كان عليه أن يرد المال الذي أخذه . لا يكفيه عمله في  رعي الخنازير في سداد الديون. وفي الحقيقة لم ينال أي أجر نظير هذا العمل "لم يعطه أحد" كان منحدرا إلي أسفل لقد وصل القاع في رعي الخنازير.

+ رجوع الابن

   نردد كثيرا من كلمات التذلل عندما تكون تحت رحمة شخص أخر.  ما أرخص الكلام الذي يقال من القلب الذليل. كان الابن الضال ببساطة يبحث عن إذن بالدخول بعد فقدان ثروة أبيه وبعبارة أخري:  انه يشبهني ويشبهك ونحن نحاول تبرير وخلاص ذواتنا

"فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21فَقَالَ لَهُ الإبن:يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا " ( لو 15: 20-21 ).

إننا نري دائما صورة حيّة في هذا المشهد الذى لا يوجد مشهد أخر أكثر عاطفية منه. أمامنا الابن الضال مرتديا خرق بالية بعد أن كانت ملابسه فيما مضى أحدث صيحات الأزياء. نراه شاحبا ونحيفا والتراب يكسو وجهه، متشرّدا يجمع مشتملاته في جوال رثّ من القماش

+قلب الآب

  . لكن الآب لم يتردد ليتعرف علي ابنه فورا، لأنه كان يتفرس فيه بالتدقيق، في تصوّره الحزين. عندئذ أبصر الآب هيكل الابن من بعيد . رأى خطوات ثقيلة، قامة منحنية،  وأقدام منهكة.  لم يعد يوجد في قلب الآب إلا الحب.  بهذا الفرح وبدون تردد، ركض إلي الهيكل القادم كما في سباق،   أمر لا يتوافق مع كرامة شيخ ولكن المحبة هي بركان شديد ينفجر في الوقت المعيّن ويتحدى الواقع.

   نري الآب يركض قبل قدوم الابن إلي  البيت، قبل ان يقدّم الاعتذار، قبل أن يتحقق منه أي شخص آخر سوي الآب الذي هو مصدره في الحياة . حاول الابن أن يردد كلامه المعدّ جيدا، غير ان الآب غمره بالعناق والقبلات وصار الابن ليس له قوة أن يسرد اعتذاره.  إنه آمن في حضن الآب ليس هناك احتياج أخر أو حزن. هذه هي التوبة الحقيقية التي تطفو فوق محيط النعمة العجيبة.

امتلأت المدينة، بأنباء حادث غير عاديّ ،  غفرت النعمة الذنب وعاد الابن الضال، لقد كان ضالا فوجد .  وفي كل القصص حب الباحث المضحيّ وهو يبحث عن المفقود.  إصرار النعمة،  ذوبان القلب المتصلف الأناني الذي لا يقاوم أب باكي يركض مضحيّا بمكانته الرفيعة لمقابلته في عاره. لابد أن آسرته النعمة . يري جمال محبة الآب المطلقة لقبوله.. كم عانت الأسرة من آلام لفقدانه .  كسر القلب،  لكن قد استقامت نفسه وهذا هو عمل النعمة

+ احتفال الآب

"فَقَالَ الآب لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، 23وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ،  لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ."  ( لو 15: 22- 24)

  طلب الآب أثمن وأفضل الملابس ،أجمل المجوهرات ، أفخر الأحذية ويذبح أسمن عجل في الحظيرة.  الحلة الأولي التي كانت للأب،  دليل علي استرجاع  الابن كإبن.  كان الخاتم يستخدم كرمز في الصفقات ، لإنهاء وختم الصفقة.    والعجل المسمن هو تعبير واضح عن فرح عميق، قال الرب يسوع "هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب

+ حكم الآب

" وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. 26فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ 27فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا. 28فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. 29فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ 31فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِد " (لو 15: 25- 32)

قال الأخ الأكبر ألم يمت أخي بعد ؟.  لماذا يقيم أبي كل هذا لابن جلب العار وبدد الميراث  


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...