للتنمية الروحية

الرجاء في الأوقات العصيبة

كان الخوف يقصف بقلوب الشعب. أمامهم مياه البحر الأحمر التي لا تعبر، خلفهم مركبات جيوش فرعون تدوي نحوهم. صرخوا بالشكوى متهمين موسى: 

"وَقَالُوا لِمُوسَى: هَلْ لأَنَّهُ لَيْسَتْ قُبُورٌ فِي مِصْرَ أَخَذْتَنَا لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا حَتَّى أَخْرَجْتَنَا مِنْ مِصْرَ؟ " (خر 11:14)

صاروا في يأس شديد. الشعب يواجه الخوف من العودة إلى العبودية في مصر أو الموت غرقا في البحر الأحمر

الأوقات العصيبة

 نحن نعيش أيضا في أوقات عصيبة. وقد لا نكون محصورين من جيش قوي

ومصيبة انتحارية، لكننا نواجه التحديات  التي تجعلنا نشعر وكأننا محاصرون. يواجه الجميع المتاعب. يشتد خطر التطرف والإرهاب في أجزاء كثيرة من العالم. تزداد وطأة الفقر في أجزاء أخرى.  تلحق الكوارث الطبيعية المجتمعات بالخسائر وتتعرض مناطق بأكملها لمثل هذه الأوقات العصيبة.  العلاج الوحيد هو الرجاء   

وليس الرجاء رغبات فارغة وأفكار واهية. نحن بحاجة حقيقية إلي رجاء قوي يحمل الوعد الحقيقي والمضمون القوي. لا أحد بمنأى عن هذه الصراعات.

 نحن جميعا نواجه تهديد  فقدان سبل العيش، الأمراض تهدد الحياة، ونناضل من أجل الاستقرار. كيف نتفاعل مع هذه الاوضاع؟ كيف يرانا غير المؤمنين؟ هل يرون فينا سببا للرجاء؟ أم أنهم يرونا في خوف ورعب نظيرهم؟

فراغ الرجاء

تأثرت المجتمعات في جميع أنحاء العالم خلال فترة الركود الاقتصادي، من الأزمات المالية العالمية والمشاكل المستعصية. وحتي نحن أتباع المسيح، صارت مخاوفنا، عكس توقعات المجتمع من حولنا. حملت تعليقاتنا والمواقف نفس المخاوف.  غاب كل دليل على الرجاء. لم يقتصر فراغ الرجاء على قضايا عدم الاستقرار الاقتصادي فقط، بل تآكلت آمالنا وأحلامنا بشكل خطير قد طغي الشك في المستقبل علي إيماننا.  

إذا كنا قد وضعنا ثقتنا في المسيح، لماذا نشعر كما لو لم يكن لنا رجاء ؟ لنا علاقة مع الله وعندنا الرجاء، لكننا نميل إلى النظر إلي الحياة في يأس

 وجهات نظر متباينة:

قال نيتشه "الرجاء هو أسوأ الشرور، لأنه يطيل عذاب الإنسان."

لكن إريك إريكسون، وهو طبيب نفساني دنماركي في القرن ال20، له وجهة نظر مختلفة . وقال إريك: "الرجاء هو الحياة والفضيلة التي لا غنى عنها طالما نحن على قيد الحياة. إذا كانت حياتنا تستمر، يجب أن يظل الرجاء حيًا، حتى عندما تضعف الثقة ".

الرجاء ضروري مثل الهواء الذي نتنفسه.

أكد فريدريك نيتشه ،علي الحياة الحاضرة، واستبعد الحياة القادمة (الآخرة)،

بينما يعلم الكتاب المقدس أن " وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ"  (2كو4 : 18 )

 الناس يرجون :

1- وفرة المال     2 - دوام الحب   3- العمر الطويل    4- إنجاب الاطفال    5- السلام الدائم   6 - الاستقلال عن الوالدين

 7- ربح اليانصيب     8- الحظ السعيد      9- الهدايا الثمينة      10- الأصدقاء الأوفياء    11 - بعث الحياة من جديد

 وأي آمال وأحلام أخري.
                  
ذكرت مجلة " الموكب" قصة المليونير العصامي "يوجين لانج"، التي غيرت كثيرا من حياة تلاميذ الصف السادس في شرق "هارلم".

 تحدث السيد لانج إلى 59  من الطلاب الذين اعتادوا التسرب من المدرسة   تحدث إليهم من قلبه وقال " إذا واظبتم علي الحضور إلي المدرسة سوف   أدفع رسوم التعليم لكل واحد منكم." في تلك اللحظة تغيرت حياة هؤلاء الطلاب. أشرق الأمل في قلوبهم.

قال أحد الطلاب : "كنت أتطلع إلى أمل ينتظرني. امتلكني شعور ذهبي".

انتظم ما يقرب من 90 في المئة من تلك الفئة في الدراسة حتي التخرج من المرحلة الثانوية


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...