للتنمية الروحية

قـدرة الإيمان

"بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْل، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقًا" ( عب 11: 11 )

هذا هو القانون الحقيقي للإيمان. لا تنظر إلى إيمانك أو إلى إحساساتك، بل انظر إلى كلمات الوعد، وانظر فوق كل شيء إلى مَنْ وعد.

تأمل في عنايته الفائقة التي تضبط عالم النجوم بنظام ثابت لا يتزحزح قيد أنملة. هل تأخر أي كوكب منها عن ميعاده؟ أو هل اختل نظام تغير فصول السنة الأربعة؟ تأمل كيف تمم كلمته عن كل الأمم في القديم التي لا تزال مُدنها الخربة تشهد على دينونته لتلك الأمم. هل حدث أن غيَّر كلمة واحدة من كلامه؟ هل هناك ما يبرر عدم محافظته على كلمته؟ هو الكُلي القدرة، وهل يعقل أن يَعِد بما لا يستطيع إتمامه "لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ" ( عب 10: 23 ).

"هل يستحيل على الرب شيء"؟

هذا أحد أسئلة الله التي ليس لها جواب. لقد بقى هذا السؤال ثلاثة آلاف سنة يرِّن في آذان ربوات البشر، وليس مَنْ يستطيع أن يعطي جواباً، إلا تلك الكلمات التي نطق بها إرميا والتي لا يمكن لإنسان بشري أن ينطق بأكثر منها "آهِ، أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ، هَا إِنَّكَ قَدْ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ، وَبِذِرَاعِكَ الْمَمْدُودَةِ. لاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ شَيْءٌ" ( إر 32: 17 ).

ربما يبدو لك أمراً مستحيلاً أن يتمم الرب وعده فيما يختص بتغيير ذلك الصديق الذي أنت تصلي من أجله. ربما يبدو مستحيلاً أن ينقي الرب أخلاقك مما علق بها من أقذار، أو أن ينقذك من كل الأفكار الشريرة ويستأثر كل فكرك لطاعة المسيح، أو يخلق منك إنساناً وديعاً رقيقاً متسامحاً مُحباً، أو أن يجعل حياتك مُثمرة ثمراً شهياً.

قد يكون كل ذلك مستحيلاً من وجهة النظر البشرية، ولكنه لن يستحيل على الرب شيء، فإنه عند الله " فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: هذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ عِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ" ( مت 19: 26 )، بل كل شيء مُستطاع للمؤمن كما اختبرت سارة.

إن الأمر الوحيد الذي يعطل عمل الله هو عدم إيماننا. يجب أن تؤمن سارة وكذلك ابراهيم قبل أن يولد ابن الموعد. وهكذا الحال معنا نحن أيضاً، فإننا حالما نؤمن، يكون لنا حسب إيماننا، بل أكثر بكثير جداً مما نطلب أو نفتكر. وعندما تنال النفس إيماناً كهذا، يأتيها الله لا كعابر سبيل بل ليستقر، ليولم وليمته فيها ويملأها قوة وبهجة وسروراً، ويبدل لها المواعيد بحقائق مُتممة ثابتة.


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...