للتنمية الروحية

كيف يدعى ناصريًا؟

فالسؤال: كيف يدعى ناصريًا وهو مولود بيت لحم؟.

هل كان يسوع ناصريًا وهو مولود بيت لحم؟ وأين هى النبوات التى أعلنت هذا؟!

سألنى صديقى المتشكك: هناك أمر يحيرنى وليس له إجابة عندى: كيف تقولون إن يسوع مولود بيت لحم ثم أنه ناصري لأنه تربى فى الناصرة؟.. مع أن الناصرة تبعد عن بيت لحم حوالى 140 كم.

كما يذكر البشير متى عن يسوع "وأتى وسكن فى مدينة يقال لها ناصرة لكى يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيدعى ناصريًا" (مت2: 23)، فكيف يكون ناصريًا ولا نجد هذه النبوات عن الناصرة فى كل العهد القديم. من هم الأنبياء الذين تنبأوا عن يسوع الناصرى؟.

الرد: صديقي الغالى أسئلتك جميلة وفى محلها وسأجيب عن كل منها على حدى.

فالسؤال: كيف يدعى ناصريًا وهو مولود بيت لحم؟.

لقد كانت القديسة مريم تقطن فى الناصرة. وهناك أتى الملاك وبشرها بالحبل بيسوع المسيح بقوة الروح القدس. ولكن أتى أمر من أغسطس قيصر بالاكتتاب كل واحد فى مدينته. فكان يوسف النجار الساكن فى الناصرة مع القديسة مريم عليهما أن يسافرا إلى بيت لحم مدينتهما الأصلية كونهما من سبط يهوذا. وهناك وضعت الطفل يسوع لهذا ولد يسوع فى بيت لحم مع أنه ناصري.

السؤال الثانى: أين هى النبوات التى تعلن أنه ناصري؟.

دعونا نعرف بعض المعلومات عن الناصرة:

أولاً: ما هى مدينة الناصرة؟
هى مدينة من الجليل تقوم على جبل مرتفع حوالى 400 متر فوق سطح البحر ويرى منها جبل الشيخ والكرمل ومرج ابن عامروتبعد عن بحر طبرية حوالى 22كم وإلى الغرب حوالى 138كم شمالاً من أورشليم ولم تكن الناصرة مدينة ذات أهمية فى التاريخ ولم يرد ذكرها فى العهد القديم نهائيًا ولم تحدث بها أحداث يسجلها التاريخ ولا فى كتب المؤرخين مثل "يوسيفوس" ولا الوثائق الأشورية والآرامية والفينيقية السابقة لميلاد المسيح، لهذا كانت مقاطعة الجليل مقاطعة محتقرة من اليهود وبالأخص مدينة الناصرة. لهذا عندما دعا فيلبس نثنائيل إلى المسيح الناصري قال: "أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟" (يو1: 46).

فالجليل كمقاطعة والناصرة كمدينة يغطيهم الإهمال والاحتكار فى تاريخ اليهود وهذا عمق ما تنبأ عنه إشعياء النبي فى معرض نبوته عن المسيح "محتقر ومخزول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن" (إش53: 3).

وهكذا أتى يسوع ابن الله إلى عالمنا "أخذًا صورة عبد صائرًا فى شبه الناس وإذ وجد فى الهيئه كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في2: 7). فصار محتقرًا حتى يقدم لنا الكرامة والمجد.. وأتى مهانًا ليقدم لنا الخلاص الثمين.

ثانيًا: معنى الاسم قضيب أو غصن. ولكن هل أتت نبوات عن الناصرة فى العهد القديم. "لكى يتم ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصريًا" (متى2: 23)؟. فحقًا لم تأت كلمة الناصرة فى العهد القديم. ولكن هناك نبوات عن المسيا فى العهد القديم ارتبطت بمعنى اسم الناصرة وعلى سبيل المثال.

• تكلم يعقوب فى شيخوخته متنبأ عن أولاده أسباط إسرائيل وفى حديثه عن سبط يهوذا "لا يزول قضيب من سبط يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع شعوب" (تك49: 10)، وفى هذا يتنبأ عن المخلص الآتي من سبط يهوذا بلقب "قضيب يهوذا".

• تنبأ أيضًا بلعام بن بعور "يبرز كوكب من يعقوب ويقدم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفي موآب ويهلك بنى الوغى" (عدد24: 17).

• وبعد كل هذا تأتى نبوة واضحة من النبى إشعياء إلى يطلقون عليه النبى المسياوى لنبواته المتعددة عن المخلص المسيا "يخرج قضيب من جزع يسى وينبت غصن من أصوله" (إش11: 1).

والكلمة العبرية قضيب هى "نتسر" أو "ناصرة" وهى أيضًا تعنى جذعًا أو غصنًا وتظهر واضحة فى الآيات السابق ذكرها.

ثالثًا: لم يتم تسجيل كل النبوات التى قيلت فى العهد القديم، فهناك ما قيل ولكنه لم يكتب. وهناك ما قيل وتم تسجيله. وعلى سبيل المثال نذكر.

"فقال موسى لهرون أخيه هذا ما تكلم به الرب قائلاً: "فى القريبين منى أتقدس" (لا10: 3)، ولم يكتب موسى كلمات الرب هذه مسبقًا فى أسفاره، فهى كلمات قيلت ولم تكتب.

• يقول الكتاب عن يربعام بن يوآش: "هو رد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة حسب كلام الرب إله إسرائيل الذى تكلم به عن يد عبده يونان" ولم هذه فى سفره وفى أى سفر لأنها قيلت وتناقلتها الأجيال دون أن تسجلها صفحات الكتاب.

لهذا كتب متى: "لكى يتم ما قيل بالأنبياء" واضح إنها قيلت ولم تسجل.

رابعًا: كانت نبوات كل الأنبياء تؤكد أن المسيا المخلص سيكون مرفوضًا ومرذولاً ومحتقرًا كما أنه يهان ويستهزأ به ويموت (مز22: 6)، (مز59: 9)، (إش52: 53)، (زكريا11: 12). فكانت هذه النبوات بمثابة القول إنه ناصرى لأن اليهود يطلقون على اللص الشقى (ابن ناصر) وهكذا خرجت الناصرة كلها فى حياة المسيح لكى يرفضوه ويطردوه مع أنه ابن مدينتهم. (مت13: 54-58) ومازال الإنسان يعيش فى ذات الأفكار فيرفض المسيح مع أنه السيد الذى أتى بكل الحب والاتضاع ليقدم الخلاص والفداء لكل البشرية. مازال الناصريون يرفضون عمل المسيح الكفارى لأجلهم مع أنه دعى ناصريًا لكى يقدم لهم الخلاص: لهذا يقول: "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله أما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه" (يو1: 12)

لذلك أدعوك أن تقبله وتملكه على حياتك وقلبك وتنال الخلاص الثمين، فهو من أتى حقيرًا مع أنه ساكن المجد الأبدى لكى ما يرفعك من المزبلة ويجلسك مع الأشراف فى المجد الأبدى.. فهل تأتى إليه بالتوبة القلبية وتعطيه أن يملك على حياتك فتأخذ لقب "نصراني" أى من الناصرة السماوية ومن ضمن شعب الرب أى المؤمنون باسمه؟


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...