لماذا كسر المسيح قوانين الطبيعة؟
سألني صديقي المتشكك:
- أنت تؤمن أن يسوع المسيح هو الله.
- حقا أؤمن بأن يسوع المسيح هو الله المتجسد الآتي إلى عالمنا في صورة إنسان.
- إذن ما دام المسيح هو الله، فكيف يكسر قانون الطبيعة الذي قد وضعه هو؟ فقد وضع الله قوانين طبيعية لكي تنظم الكون كله من فيزياء وكيمياء وفسيولوجي. فكيف يكسر الله قوانين الطبيعة التي قد وضعها هو؟ كيف يصنع المياه السائلة ثم يمشي عليها كأرض صلبة. كيف من شرع القانون هو من يخرقه؟
الرد:
هذا السؤال يحمل حقًا رائعًا ولكنه مغالطة لابد أن نفندها.
الحقائق المهمة
1- الرب يسوع هو الله "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تي3: 16).
2- يسوع المسيح هو الخالق وهو أهم برهان على ألوهية الرب يسوع. وأذكر بعض الآيات الكتابية التي تعلن هذا الحق:
- "كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم" (يو1: 10).
- "فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى.. الكل به وله قد خلق" (كو1: 16).
3- بما أنه هو الخالق لكل هذا الكون، فهو إذن واضع كل القوانين الطبيعية والمدرك لها كلها إدراكًا كاملاً. فهو الله العارف بكل شيء.
لكن لماذا كسر المسيح قوانين الطبيعة؟
أولاً: إن القوانين الطبيعية المذهلة التي مازال العلم يكتشفها ويعلن دقتها وتفاصيلها هى أول من يشير لوجود خالق بارع قدير يمكن أن يتقن كل هذا النظام المتكامل "بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" (عب11: 3)، فهى شاهدة أمينة على وجود الله الفنان المبدع لهذا الخلق.
ثانيًا: لقد كسر الرب يسوع بعض قوانين الطبيعة. مثل المشي على الماء وانتهار البحر والريح ليعلن سلطانه وألوهيته. "فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم فسكت الريح وصار هدوء عظيم.. فخافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا فإن الريح أيضًا والبحر يطيعانه؟" (مر4: 39، 41)، فلا يمكن أن هناك شخصًا يتحكم في الطبيعة بهذه الطريقة، إلا إذا كان صاحب سلطان وكلي القدرة أمام هذه القوانين.
ثالثًا: هدف كسر قوانين الطبيعة: لم تكن هدف هذه المعجزات التي عملها الرب يسوع في أرضنا هو الاستعراض المعجزي لكي ينال إعجاب ودهشة كل من حوله. ولم يكن هدفها أيضًا هو فرض السيطرة والسلطة وترهيب الشعب لكي يخضعوا ويركعوا أمام هذا الجبروت المتميز. لكنها كانت معجزات النعمة والرحمة الخارجة من قلب محب يشعر بالنفوس ويتألم لحالهم ويتقدم لمساعدتهم ولكي يؤمنوا وينالوا الحياة الأبدية.
فكان الغرض من كسر القوانين الطبيعية هو أعمال الرحمة والخير والبركة لكل من حوله.
فقد كسر القوانين العددية لإشباع الجموع بخمسة أرغفة وسمكتين وقد كسر القوانين الفيزيقية، لكي ينقذ التلاميذ من الغرق في البحر وكسر قوانين الصيد العادية، ليملأ سفينة تلاميذه بالسمك كيف يقدم لهم دعوة التبعية ليأتوا ويصطادوا النفوس. لهذا كان يجول يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. هذا هو الغرض الرئيسي من كسر هذه القوانين.
رابعًا: إن الرب يسوع لم يكسر القوانين الطبيعية. لأن كسر القانون معناه إلغاؤه أو تعطيله. لكن كان المسيح يعلن عن سموه فوق هذه القوانين. نعم لقد عاش المسيح بكل القوانين الطبيعية التي صنعها هو. لقد جاع فأكل. عطش فشرب. تعب من السفر فجلس. كإنسان كامل عاش بيننا بلا خطية. وكإله كامل أيضًا مارس سلطانه ليعلن عن لاهوته وسلطانه المطلق. ليعلن أنه فوق قوانين الطبيعة التي وضعها هو مع أنه يعيش فيها بناسوته لكنه واضعها ومؤسسها ويعيش فوقها بلاهوته. هذا هو سيدي وإلهي شخص يسوع المسيح.
د. إيهاب البرت
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.