هل نحن من الكفار؟
بالطبع لا، فالمسيحيون هم من يؤمنون بالرب يسوع الله المتجسد الذى أتى إلى عالمنا ليصنع للإنسان فداء وخلاصًا.. وهو مات وقام من الأموات وصعد إلى السماء وجلس في يمين عرش الآب.
هل هذا كفر بالله.. بالعكس هذا هو الإيمان بالله. لأن الكفر هو من يشرك بالله أى من يعبد إلهًا آخر تاركًا عبادة الله الواحد الوحيد.. أو من يعبد إلهًا بجانب عبادة الله الواحد.. ففي هذا كفر وشرك بالله.
القرآن الكريم يشهد لذلك:
فجاء في سورة آل عمران "إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى وطهرك من الذين كفروا وما الذين أتعبوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة". (آل عمران 55).
وهنا يشهد أن أتباع المسيح ليسوا كفارًا بل حصلوا على مكانة سامية وعالية عند الله فوق الذين كفروا..
كما يقول أيضًا في سورة المائدة: "وقفينا على آثرهم بعيسى بن مريم مصدق لما بين يديه من التوراة وأتيناه بالإنجيل فيه هدى ونور ومصدقًا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين" (المائدة 46).
هل إيماننا أن الله واحد؟
بالطبع نعم.. الله واحد وحيد لا شريك له.. فاسم الله معرف بألف ولام لأنه وحده الإله.. ولا يوجد إله غيره لكن ما هى نوع وحدانيته؟ هذا ما نحتاج أن نفهمه.. لكن دعونا نقدم الدليل على إيماننا المسيحى الذى يعلن أننا نعبد إلهًا واحدًا.
أولاً: الأدلة المنطقية الفلسفية:
1- إن الله واحد متفرد بذاته. فهو ليس كالمخلوقات لأنه الخالق.. فالمخلوقات تتعدد.. وتتكاثر لأنها تتسم بالضعف والموت، فهى غير أبدية.. كما أنها قابلة للتطور والتغيير.. ومع الزمن تذهب كائنات وتأتى أخرى.. لكن في الحديث عن الخالق يختلف الأمر، لأنه لا بد أنه واحد لا يتغير ولا يتطور ولا ينقرض ولا يفنى، فهو واحد أبدى.. أنت وسنوك لن تنتهى (مز102: 37)، (عب1: 12).
2- لو كان هناك عدد من الآلهة، لكان الكون قد تعرض للدمار والفناء، لأنهم لو اتفقوا على إدارة الكون مع بعضهم البعض، لكان هناك توزيع للمهام و تقسيم السلطات.. لهذا سيكون كل واحد منهم محدودًا في مهامه وسلطاته وهذا ليس إلهًا.. لكن لو اختلفوا على إدارة الكون، لكان الكون كله قد فنى منذ القديم، لأن كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب.
3- لو كان هناك أكثر من إله.. فهذا يعنى أن كل منهم له مكان خاص به والله لا يتحيز بمكان، فهو الله كلى الوجود.. الذى يملأ الكل.
4- ينفرد الخالق على كل مخلوقاته.. وكل مخلوق يتكون من أعضاء كما أن ذاته مركبة.. فمثلاً الإنسان يتكون من أعضاء.. كما أنه يتكون من روح ونفس وجسد.. فالجسد هو الأعضاء من اللحم والدم والعصب. وهكذا النفس تتكون من فكر وإرادة وعاطفة، كما الروح، فهى واحدة، لأنها هى الإنسان وهى محور اتصاله بالله الواحد.. لهذا لا بد أن يكون واحدًا، لأن الله روح والروح لا يتجزأ ولا يعتريه التركيب.
ثانيًا: الأدلة الكتابية:
يعلمنا الكتاب المقدس أننا نعبد إلهًا واحدًا وربًا واحدًا.. لا شريك له بل يحذرنا من أن نعبد آلهة أخرى معه.. لأنه الواحد الذى لا شريك له.
"اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (تث6: 4).
لا يكن لك آلهة أخرى أمامى (خر20: 3).
يقول داود: "لأنك عظيم أنت وصانع عجائب أنت الله وحدك" (مز86: 10).
يقول داود: "لأنه من هو إله غير الرب؟ ومن هو صخرة سوى إلهنا" (مز18: 31).
قال السيد المسيح عندما سألوه عن ما هى أعظم وصية، هذه الآية: "الرب إلهنا رب واحد" (مر12: 29).
قال المسيح: "اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (مت4: 10).
قال المسيح: "وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته" (يو17: 2).
إله وآب واحد لكل الذى على الكل وبالكل وفي كلكم" (أف4: 6).
في الموضوع القادم نناقش أنواع الوحدانية والوحدانية التي تؤمن بها المسيحية.
د. إيهاب ألبرت
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.