للتنمية الروحية

هل المرض من صنع الله أو الإنسان؟

وهنا نقول هذا الحق الذى نحتاج أن نفكر فيه ونتأمله أنه:

+ قد يكون المرض صناعة إنسانية:

هل حقًا يمكن أن يكون المرض من صنع الإنسان ذاته.. أى أن الإنسان هو السبب الحقيقى وراء المرض. ولكى نفهم هذا الحق دعونا ندرك أبعاده.

1- متى ظهر المرض في الكتاب المقدس؟

لقد خلق الله الإنسان الأول (آدم وحواء) على صورته في جسد صحيح لا يعرف المرض.. لأن الضعف والمرض والألم لا يمكن أن يكونوا من صنع الله، لكن عرف الإنسان المرض بعد السقوط في الخطية والخروج من جنة عدن. فعندما سقط الإنسان بدأ ينظر إلى جسده.. فقبل السقوط وهو في الجنة لم تكن الجسديات في اعتباره حتى أنه لم يدرك أنه عريان.. لكن بعد السقوط اتجهت عيناه وقلبه إلى الجسديات.. وإلى جسده فابتدأ يغطيه بأوراق التين وأتى حكم الله عليه بالطرد من الجنة.. وفي حيثيات حكمه "لأنك تراب وإلى تراب تعود" (تك3: 19).

وهنا تغير الجوهر الإنسانى إلى تراب.. ولبس هذا الفاسد طبيعة الفساد الكامنة فيه وهذا الجسد الترابى صار إلى تراب.. عاش آدم 963 سنة ومات.. وعندما كثر شر الإنسان وفضائحه أتى الحكم الإلهى هذه المرة "لا يدين روحى في الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة" (تك6: 3).. ومع هذا ميز الله أولاده عن باقى البشر، فكان عمر إبراهيم 175 سنة ولم يعد عمر الإنسان بالمئات بل قل عدد أيامه.. واستمر هذا العدد في التناقص وسمعنا موسى يصلى قائلاً: "أيام سنينا هى سبعون سنة وإن كانت مع القوة فثمانون سنة وأفخرها تعب وبلية" (مز90: 10).

2- تعددت الأمراض بسبب الإنسان

فكثير من الأمراض التى نراها اليوم تقع تحت عدة أسباب أساسية لا بد أن نضعها في الاعتبار.
أ‌- التلوث: وهو السبب الأعم والأكثر شيوعًا.. والتلوث قد يكون ميكروبيًا بسبب بكتريا أو فيروس أو طفيليات أو فطريات... أى ميكروب يصيب الجسد ويمرضه بعدة أمراض لا نهاية لها في العدد وقد يكون التلوث كيميائيًا.. بسبب استعمال مواد كيميائية كالمواد الحافظة وأيضًا استعمال الأوانى والأكياس البلاستيكية.. ولهذا نحتاج أن نوضح أن الله برىء من هذا النوع من الأمراض حيث أنه صناعة إنسانية مئة في المئة.

ب‌- العادات الخاطئة: وأحب أن أوضح أن أكثر الأمراض شيوعًا وأخطرها في هذه الأيام بسبب العادات السيئة التى يمارسها الإنسان.. فكلنا نعلم أسباب انتشار فيروس سى والإيدز والأمراض الجنسية بسبب إدمان الجنس.. كما أيضًا أمراض الصدر والحنجرة بسبب التدخين بكل أنواعه.. وأمراض الكبد والسرطانات بسبب إدمان المخدرات والكحوليات.. وهذا الفساد الأخلاقى المنتشر اليوم لا ينتج عنه إلا مزيد من الأمراض.
ويعوزنا الوقت عن الحديث عن الأكلات الغير صحية مثل استعمال الدهون بكثرة أو أنواع الزيوت المهدرجة ومثل هذه العادات الغذائية الخاطئة. وعدم لعب الرياضة يؤدى إلى أمراض القلب والدورة الدموية.. وهكذا...

3- الضغوط النفسية والعصبية: فمع تعقيدات الحياة المتكررة وسرعتها التى وصلت إلى الذروة.. والمسئوليات الجسام الواقعة على الكحول زادت الأمراض العضوية وظهرت بوضوح الأمراض النفسية المتعددة.. وقد نظن أن الضغوط النفسية تؤدى إلى أمراض نفسية فقط لكن على النقيض كتب العالم طومسون أخصائى الأمراض الباطنية- والعالم الشهير في مقدمة كتابه عن علم الباطنة أن 75% من الأمراض الباطنية ترتبط بشكل أو بآخر بالحالة النفسية والمعنوية للمريض.. وهذا من الأسباب الرئيسية لانتشار المرض.

لهذا دعونى أؤكد أن المرض هو في الحقيقة صناعة إنسانية قبل أن نتهم به الله وتوريط إلهنا الصالح في هذا الموضوع.. نعم قد يكون المرض بسماح من الله.. وهذا الموضوع سنتحدث عنه فيما بعد.

+وقد يكون المرض صناعة شيطانية:

وهذا ما يحدث في حالات استثنائية عندما يسكن الشيطان في إنسان ويكون عليه روح نجس فيمرضه. ورأينا في أيام المسيح حالات مثل هذه مثلاً.. الولد الذى به روح نجس وحيثما أدركه يمزقه فيزبد ويصر بأسنانه وييبس.. "فلما رآه للوقت صرعه الروح فوقع على الأرض يتمرغ ويزبد " (مر9: 18، 20).

وهنا لابد أن أوضح أمرًا هامًا.. فهناك أمراض جسدية لها مثل هذه الأعراض التى عانى منها الولد مثل الصرع بأنواعه.. فليس كل من يصرع به روح نجس.. ولكن عادة الشيطان في سكناه في البشر أن يعلن عن ذاته بوضوح ويتحدث عن نفسه في مواجهة الإيمان الحقيقى بيسوع المسيح.. ولا يملك الشيطان أن يصيب من احتموا في دم يسوع المسيح "فهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم" (رؤ12: 11) ولكن يجب أن نحذر من أن نعلل كل الأمراض بالأرواح والشياطين، فإبليس ليس له سلطان على أولاد الله.. ولابد أن يعلن عن ذاته كما ذكرنا سلفًا.

ومن هذا الحديث نستخلص أن المرض ليس لعنة كتابية.. قد يسمح الله بالمرض.. لكنه قد يكون صناعة إنسانية مئة في المئة ولكن تبقى أسئلة كثيرة.
هل الله يعاقب بالأمراض؟
هل الله يمكن أن يشفى؟ متى يشفى؟

د. إيهاب البرت


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...