" وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ" ( 1كو 15: 4 )
لم يبقَ جسد الرب يسوع طويلاً على صليب العار، لكن الله أعد آنيتين له للاهتمام به: يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس. لقد وضع في قلبيهما شعوراً مشتركاً بالمحبة والتقدير للرب يسوع، في حين أنه لم يكن لرؤسائهم سوى البغضة له والاحتقار! لقد ورد ذكر يوسف الذي من الرامة في الأناجيل الأربعة، وحسب ما يقوله لنا مرقس البشير، يبدو أنه كان عضواً في مجمع السنهدريم (محكمة اليهود).
ويظهر نيقوديموس ثلاث مرات في إنجيل يوحنا (3: 1-21؛ 7: 50-52، 19: 39-42). يا له من تقدم أحرزه في طريقه نحو النور منذ مقابلته الأولى مع الرب يسوع! لقد عملت النعمة إذاً في قلبي هذين الرجلين اللذين، ربما دون أن يتفقا معاً، جاءا إلى هناك في تلك الساعة الرهيبة، ليُنزلا عن الصليب جسد المخلِّص المائت. لقد أخذته تلك الأيدي التقية، ولفّته بأكفان مع أطياب، ثم وضعته في قبر يوسف الجديد المنحوت في الصخر، حيث لم يوضع أحد فيه من قبل.
لقد سبق أن تكلم الأنبياء عن الآلام التي كان يتعين أن يُعانيها المسيا قبل حدوثها بوقت طويل. (فأصحاح 53 من سفر إشعياء) النبي مثلاً، يتحدث إلينا عن هذه الآلام بطريقة مؤثرة جداً، ولكن هذا الفصل نفسه من الكتاب المقدس يُرينا أيضاً قصد الله من جهة عبده الكامل "وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ" ( إش 53: 9 ).
وفي اليوم الثالث، اليوم الأول من الأسبوع، وُجد القبر فارغاً، والحجر الكبير الذي كان يمنع الدخول قد دُحرج. والنساء اللاتي ذهبن إلى هناك في الصباح المبكر جداً ومعهن الأطياب التي أعددنها ليُدهن بها جسد الرب يسوع، علمن من الملائكة أنه قام من الأموات. يا له من خبر مجيد كُلِّفن بإعلانه لشركائهن في الحزن!