"فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا" (عب 2: 3 )
كانت أياماً جافة في شهر يوليو من عام 1916 حين حدث أسوأ حريق غابات على الإطلاق في تاريخ كندا. وفي يوم 19 يوليو وفي حوالي السابعة صباحاً أبرق عامل التليغراف بمدينة "ماتسون" إلى زميله في بلدة "كوشرين" والتي تبعد عن "ماتسون" هذه خمسون ميلاً إلى الشمال، وسأله إذا ما كان هناك حريق في الغابة هناك أم لا. فأجابه قائلاً "لا يوجد، بل بعض السُحب الداكنة فقط".
ولكن بعد ثلاث ساعات فقط توقف قطار للبضائع به حوالي 20 عربة في مدينة "ماتسون" ونادى قائده على الجمع الحاشد الذي يراقب السحابة السوداء القاتمة، محذراً إياهم، ومحاولاً إقناعهم بأن يستقلوا معه القطار فيهربوا وينجوا من أية كارثة قد تحل بهم. ورغماً عن توسلاته فإن الجميع رفضوا نصيحته وتركوه ومضوا وواصل قطار البضائع رحلته إلى الجنوب ... وهو فارغ تماماً!!
وفي تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر تحول تحذير سائق القطار إلى حقيقة عندما وصلت النار إلى "ماتسون" لتحاصرها من كل اتجاه. هرع الناس باتجاه النهر طلباً للنجاة، ولكن أغلبهم لم يتمكن من الوصول إليه قبل أن تصل ألسنة اللهب ويموت محترقاً. ففي غضون ربع الساعة كان جميع سكان "ماتسون" تقريباً قد احترقوا بالنيران وماتوا. وبعد انتهاء الكارثة وحضور لجان التحقيق، شوهدت نحو (300) جثة على الطريق بين "ماتسون" و "كوشرين".
لقد كان الهروب الآمن مضموناً ومُتاحاً بتحذير سائق القطار، وكانت هناك عربات تكفي جميع سكان المدينة الصغيرة .. ولكن بكل أسف ضاعت تحذيراته الأمينة هباءً، وعرضه المجاني للنجاة قوبل بالرفض.
واليوم هناك تحذير أخطر بما لا يُقاس يوجهه إلينا الله بواسطة الرسول بطرس بخصوص مجيء يوم الرب كلص في الليل "وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا" ( 2بط 3: 10 ).
والرب يسوع يقدم لك أماناً بنفسه، وخلاصاً من الدينونة العتيدة. إلا أن ذات الأمر يتكرر بكل أسف إذ يقابل كثيرون دعوته بالإهمال وعدم المُبالاة، ورفض دعوته. والله "يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أُناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة". أفلا تسمع لتحذيره؟ ألا تقبله مخلصاً شخصياً لحياتك الآن وقبل فوات الأوان؟