"وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا"(مت 9: 36)
* أعرف ما في قلب الله مما تبرهن بأعماله "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو 3: 16 ). لقد تفكّر الله في حالتي وأنا بعد خاطئ ومحتاج إلى محبته. لقد بيَّن الله محبته لنا، "وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا (رو 5: 8 ). من ثم فقلب الله لي بمثابة النبع والمصدر لكل شيء.
* الرب يترفق إلى أقصى حدود الرأفة لأنه جاء بنفسه إلى أعمق أعماق تعاستنا. فإذا كان الإنسان بطيء القلب من نحو المسيح، فإن المسيح رأؤف، وكثير الرحمة بالإنسان.
* في قلب الرب يسوع رحابة تتسع لأشر الخطاة. وبينما لا يجد الخاطئ في قلبه متسعاً للمسيح، نجد لهذا الخاطئ ما يدفعه إلى الارتماء في أحضان الرب. والمرأة الخاطئة في (لوقا7) أحبّت كثيراً لأنه غفر لها الكثير. بقلب مكسور تلاقت مع قلب الله. والله بقلب عطوف تلاقى مع ذلك القلب المكسور. وعجيب أن يتلاقى قلب الله مع قلب الإنسان.
* يد الله لا تعمل إلا في توافق تام مع قلبه العميق المحبة من نحونا.. وإذا هو سُرَّ بأن يسمح بتعب أو حزن، فإنما ذلك من يد لا تخطئ أبداً ولا تقصر عن أن تتجاوب مع محبته الكاملة.
* استطاع يسوع المسيح أن يقول "أنا مجدتك على الأرض" وكلما اشتدت ضراوة الشر هنا، كلما تمجَّد الله في طاعة المسيح. لم يتذمر قط. والتناقضات الكثيرة من حوله لم تمنع أبداً من أن يكون له القلب الكثير المحبة من نحو الله ومن نحو الإنسان.
* القلب المكسور فينا يتناسب تماماً مع قلب الله الشافي والمواسي.. وكل ما يُثير فينا قلقاً أو هماً، يُثير في الله عناية واهتماماً بنا.
* "أنتم أفضل من عصافير كثيرة" وأيضاً "أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ"( يوحنا 17 :11) إنه يؤكد لنا محبته ويضعنا في ظل هذا الاسم "أيها الآب القدوس". إن رغبة قلبه وكل اهتمامه أن يرانا في حِمى عواطف قلب الآب الشفوق.