" وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ" ( لو 15: 1)
أيها القارئ العزيز ... هل تأتي إليه بشوق واهتمام؟ إن يسوع هذا نفسه موجود الآن في المجد ولا زال يدعوك لأن تدنو منه "هذا يقبل خطاة ويأكل معهم". هذا القول لا زال ينطبق عليه الآن كما كان حينئذ، لذلك ثق أنه مستعد لقبولك.
والروح القدس بمصباح كلمة الله لا زال إلى الآن يفتش باجتهاد في زوايا البيت الكبير (المسيحية الاسمية) لكي يجد النفوس الثمينة الضائعة التي يحاول الشيطان أن يغطيها بتراب الناموس والفرائض، والاعتدال واللياقة وغيرها.
فهلا تُجيب نداء النور السماوي عندما يسطع عليك من العلاء وتسبب فرحاً بين ملائكة الله بوجود المفقود؟ هلا تسلم نفسك لكي توجد اليوم وتصبح ملكاً ثميناً للمسيح؟ استمع إلى صوته القائل "إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ" ( يو 5: 24 ).
هل يوجد أوضح من هذا؟ ها أنت تسمع كلامه فآمن بالآب الذي من محبته المُنعمة أرسل ابنه مخلصاً لكي يعطيك الحياة الأبدية، وفي اللحظة التي تفعل فيها ذلك تصير الحياة ملكك ـ حياة تدوم وتطول دوام حياة الله المبارك الذي هو حي إلى أبد الآبدين، وتعلم أن دينونتك قد عبرت لأن المسيح حملها كلها، وهو حي الآن لكي يشفع فيك، وتنتقل من دائرة الموت التي كنت فيها إلى الحياة، وتصير لك شركة مع الآب ومع ابنه. فهل يوجد فرح أسمى من هذا؟ غير ممكن.
فالمسألة إذاً بين يديك: هل تريد أن تغير مركزك كخاطئ تحت الدينونة لأن كل العالم تحت قصاص من الله " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا يَقُولُهُ النَّامُوسُ فَهُوَ يُكَلِّمُ بِهِ الَّذِينَ فِي النَّامُوسِ، لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ اللهِ" ( رو 3: 19 )؟
هل تريد أن تبدله بمركز ليس آمناً من الدينونة فقط، بل مركز امتلاك الحياة الأبدية في ابن الله؟ هل تريد أن يكون فرحك كاملاً لأن نصيبك الحاضر هو الشركة مع الآب والابن ورجاءك المستقبل هو رجوع مَنْ أحبك واسلم نفسه لأجلك؟
هل تريد أن تسبق فتتذوق شيئاً من الفرح الذي ستتمتع به كاملاً عندما توجد في الجسد الممجد وتسبِّح الرب بنبرات متدفقة، وتطرح إكليلك عند قدمي ذاك الذي أعطاك كل هذا؟
إن كنت تريد فأتوسل إليك أيها القارئ العزيز أن تأتي إلى الرب بشوق اليوم، وتقبل خلاص الله، لقد قال، وهو الصادق "كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا" ( يو 6: 37 ).