" كأيامك راحتك (أو قوتك)" ( تث 33: 25 )
سأل مريض طبيبه بعد حادث خطير تعرّض له: أخبرني أيها الطبيب .. كم من الوقت سأقضيه على هذا الفراش؟
أجاب الطبيب: يوماً في الوقت الحالي. تأمل المريض هذه الكلمات وتعلم منها درساً رائعاً.
إنه نفس الدرس الذي يعلمه الله لشعبه، والذي علمه لشعبه قديماً في البرية عندما زودهم بالمن "حاجة يومٍ بيومه" ( خر 16: 4 ). كان المن يسقط يوماً فيوماً، وكان كافياً لليوم لا أكثر ولا أقل.
والله لا يعدنا قائلاً: كأسابيعك أو كشهورك قوتك. بل كأيامك قوتك. وهذا يعني أن نعمة يوم الاثنين هي ليوم الاثنين، ونعمة يوم الثلاثاء هي ليوم الثلاثاء .. وهكذا.
لماذا إذاً نقترض مشاكل الغد لليوم؟ إن الرب يقول لنا بتأكيد: لا تهتموا بالغد. إن القانون الإلهي هو أن نعيش اليوم يومنا فقط فنحيا حياة الاتكال الحقيقي.
قانون النعمة أن النعمة كافية لليوم، ونظام العون هو عون حاضر حين أحتاجه، وأسلوب القيادة الإلهية هو أن خطواتي (خطوة فخطوة) تتثبت من قِبَل الرب.
إن مَنْ يحمل مصباحاً في طريق مُظلم، لا يرى سوى خطوة واحدة أمامه، وإذا أخذ هذه الخطوة فسيتقدم إلى الأمام بالمصباح في يده ليرى الخطوة المقبلة بوضوح. وأخيراً سيصل إلى غايته بسلام بدون أن يخطو خطوة واحدة في الظلام، فكل الطريق كان مُنيراً أمامه.
هذه هي طريق الله في الإرشاد خطوة واحدة في الوقت الواحد. إنه لأمر مبارك أن أعيش اليوم يومي فقط. كل منا يستطيع بنعمة الله أن يحمل حمله إلى المساء فقط. كل منا يستطيع بنعمة الله أن يقوم بعمله مهما صعُب لمدة يوم واحد، وبقوة الله أي منا يستطيع أن يعيش واثقاً، فرحاً، مكرساً إلى أن تغيب شمس اليوم، وهذا ما تعنيه الحياة في الحقيقة. إنها يوم واحد صغير.