"ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة،بل امتلئوا بالروح " ( أف 5: 18 )
عملية الامتلاء بالروح القدس هى عملية تجري باستمرار، وليست اختباراً مميزاً يحصل عليه المؤمن مرة واحدة في الحياة. فالترجمة الحرفية للوصية هي هكذا "كونوا ممتلئين بالروح". وقد يبدأ الأمر باختبار مميز، لكنه يجب أن يستمر فيما بعد في اختبار الحياة اليومية. فامتلاء اليوم لا ينفع للغد. ولا بد أن تكون حالة الامتلاء هذه رغبة الكثيرين. وهي في الواقع حالة المؤمن المثالية على الأرض. وهذا يعني أن الروح القدس يقوم بعمله في المؤمن المسيحي.
لكن كيف يمكن للمؤمن أن يمتلئ بالروح القدس؟ لا يخبرنا الرسول بولس بهذا الأمر في رسالة أفسس؛ فإن الأمر لنا هو بالامتلاء. لكن يمكننا أن نعرف من أماكن أخرى في كلمة الله أنه لكي نمتلئ بالروح يجب علينا أن نفعل التالي:
1 - نعترف بالخطايا المعروفة في حياتنا ونطرحها عنا ( 1يو 1: 5 -9). فمن الطبيعي ألا يقدر روح الله القدوس أن يعمل بحرية في حياة تتساهل مع الخطية.
2 - نقدم ذواتنا للرب بالكامل "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله: الصالحة المرضية الكاملة"( رو 12: 1 ،2). وهذا يتطلب التسليم الكامل لإرادتنا وفهمنا وجسدنا ووقتنا ومواهبنا وكنوزنا. فكل ناحية من نواحي حياتنا يجب أن تُستودع لسيطرته الكاملة.
3 - نجعل كلمة المسيح تسكن فينا بغنى "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا، بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، بنعمة، مترنمين في قلوبكم للرب" ( كو 3: 16 ). وهذا يتطلب قراءة كلمة الله ودرسها وإطاعتها. فعندما تسكن فينا كلمة المسيح بغنى، فالنتائج هي نفسها التي تأتي نتيجة الامتلاء بالروح.
4 - أخيراً يجب علينا أن نُخلي أنفسنا من الذات "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا "( في 2: 5 ). فلكي نملأ وعاءً معيناً بسائل ما، علينا أن نفرغه من القديم الذي فيه. لذلك يجب أن نفرّغ نفوسنا من ذواتنا إذا أردنا الامتلاء بالروح القدس.
كتب أحدهم معلقاً على هذا الموضوع قائلاً: فكما تركتم عبء خطيتكم واسترحتم على عمل المسيح الكامل، هكذا اتركوا أيضاً كل عبء الحياة والخدمة مُستريحين على عمل الروح القدس الجاري في داخلكم. لذلك ضعوا أنفسكم كل صباح تحت سيطرة الروح القدس واستريحوا مُسبحين مستودعين ذواتكم للرب لكي يدبر نهاركم ويعتني بكم. عوّدوا أنفسكم خلال النهار الاتكال على الرب وإطاعته بفرح متوقعين منه أن يقودكم وينيركم ويقوّمكم ويعلّمكم ويعمل فيكم ومعكم ما يريده. عندئذ يظهر فينا ثمر الروح القدس كما يريد لمجد الله.