"ولكن بنعمة الله أنا ما أنا " ( 1كو 15: 10 )
أنا لست ما كنت عليه:
عند ولادتي الجديدة انتقلت من الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة. لقد صنع الله مني بروحه خليقة جديدة وصرت أرى الأمور بطريقة مختلفة، ولم أعد أفكر كما في الماضي، وسلوكي تجاه الله وقريبي قد تغيّر. وكمؤمن أنتمي الآن إلى عائلة جديدة مكونة من جميع أولاد الله. ولكني ما زلت على الأرض ولي الكثير من الضعفات والمحدوديات! ومسكني الأرضي، أي جسدي، ليس سوى خيمة وأبغي مسكناً أبدياً، مقراً سماوياً.
أنا لست ما سأكون عليه:
يوماً ما سوف يُبتلع المائت من الحياة وستكون النُصرة كاملة. "ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت، فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة: "ابتُلع الموت إلى غلبة" ( 1كو 15: 54 ). لقد وعد الرب أن يأتي ليأخذ خاصته. عند مجيئه سيقوم المؤمنون الذين يكونون قد رقدوا، وسوف يلبس الأحياء جسداً جديداً ( في 3: 21 )، ومعاً سوف يلاقون الرب ليكونوا كل حين معه. ويعلن الرسول يوحنا مستوى التغيير "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يُظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" ( 1يو 3: 2 ).
أنا لست ما يجب أن أكون عليه:
في انتظار مجيء الرب، يقدم لنا التحريض لنحيا حياة بلا لوم. وبالرغم من طبيعتي الجديدة، فإني بعيد عن أن أكون كاملاً على الأرض، ولا أسير دائماً لمجد الله، ولا أزال أرتكب خطايا تملأني خجلاً! ولكن الله لا يتركني بلا مورد ليُقيمني "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" ( 1يو 1: 9 ). وإذ أدرك ضعفي وأقدّر عُظم نعمة الله، أستطيع أن أقول مثل الرسول بولس "بنعمة الله أنا ما أنا" !