مـــا هـــى الــخــــطــــيـــة ؟
كيف رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي
"لأنهم هم يخبرون عنا، أي دخول كان لنا إليكم، وكيف رجعتم إلى الله من الأوثان، لتعبدوا الله الحي الحقيقي" ( 1تس 1: 9 )
إذن ما هي الخطية؟
لقد خلق الله الإنسان وأمره أن يعبده. لهذا فإن كل ما يفعله الإنسان مناقضاً لهذا المركز كمخلوق ومع العمل المُعطى له كخادم لله، هو خطية. ونحن نجد هذا المبدأ في "كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضا. والخطية هي التعدي." (1يوحنا3: 4 ) "الخطية هى التعدي" وبكلمات أخرى فإن الخطية هى كل فعل لا يضع في الاعتبار سلطان الله على خليقته. لذا فإنه على سبيل المثال يعتبر الأكل خطية إذا لم يتم بالاستناد على الله. كان الرب يسوع كإنسان يأكل طاعة لله ( مت 4: 4 رو 14: 23 ). لذلك تُخبرنا كلمة الله "كل ما ليس من الإيمان فهو خطية" (رو14: 23).
والآن ما هو الرجوع الحقيقي؟ هذه الكلمة ليس من السهل تعريفها لأن كلمة الرجوع (وتُترجم أحياناً "التوبة") ليست ترجمة دقيقة للكلمة اليونانية المستخدمة في النسخ الأصلية. ولا توجد كلمة واحدة تعطي المعنى الحرفي لهذه الكلمة اليونانية.
من (1تسالونيكي1: 9 ) "لأنهم هم يخبرون عنا، أي دخول كان لنا إليكم، وكيف رجعتم إلى الله من الأوثان، لتعبدوا الله الحي الحقيقي" يتضح أن فكرة (الرجوع) متضمنة في هذه الكلمة. لقد عاش التسالونيكيون في الماضي حياة مركزة في أوثانهم. أما الآن فقد رجعوا عنها، أداروا ظهورهم لأصنامهم، ورجعوا إلى الله. لكن بعض الفصول مثل (أعمال2: 37،38، 17: 30،31؛ رؤ9: 20،21) وفصولاً أخرى توضح أن الحكم على حياة الإنسان الشخصية وأعماله أمام الله مرتبطة أيضاً بهذه الكلمة.
وهكذا نستطيع أن نقول إن الرجوع هو: ذهاب الإنسان إلى الله وإدانة ذاته أمامه بالاعتراف أن حياته لم تكن خاضعة له، ولذلك فهو شرير ومُذنب. ويتضمن ذلك الإحساس بالأسف والحزن. لقد صرخ العشار ببساطة "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" ( لو 18: 13 ). والله الذي يختبر القلوب والمميز "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته" ( عب 4: 12 ) عرف أن هذه الكلمات كانت كافية لمنح هذا الإنسان التبرير. فقد عبَّر بكلماته القليلة عن حالة قلبه الكسير. فليست الكلمات التي ننطق بها، بل حالة القلب حين نأتي إلى الله، هى التي تقرر إذا كان الرجوع حقيقياً. والآن أريد أن أطرح عليك سؤالاً هاماً: هل رجعت إلى الله؟ هل ذهبت إلى الله بذنوبك وخطاياك معترفاً بضياعك؟
آه، لا تنتظر أكثر من ذلك. افعل هذا اليوم. فربما يكون الغد متأخراً جداً.