"إحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" ( يع 1: 2 )
يحاول الله انتاج شبه بالمسيح في كل واحد من أولاده. وهذه العملية يتخللها لا محالة، مُعاناة آلام، وخيبة أمل، وحيرة.
إن ثمر الروح لا يمكن أن ينتج من حياة لا تغيب شمسها، فالحاجة هى أيضاً إلى مطر وإلى غيوم داكنة. والتجارب لا تبدو البتة ظريفة ومُسرّة، ولكنها، في ما بعد، تعطي أولئك الذين يتدربون بها ثمر بر للسلام "ولكن كل تأديب في الحاضر لا يرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام" ( عب 12: 11 ).
علينا أن نتواضع تحت يد الله، لأننا بذلك نصبح مسيحيين ناضجين ومصقولين جيداً، غير ناقصين في أي من الفضائل الروحية.
يجب ألا يعترينا البتة الاكتئاب أو الفشل عند اجتيازنا بتجارب. فلا مشكلة يعجز عن حلها أبونا السماوي.
عندما تعترض سبيلنا مشاكل تظهر وكأن الله غير مزمع أن يزيحها، ينبغي لنا، في هذه الحالة، أن نخضع لإرادته الصالحة.
إن كاتبة الترانيم العمياء والموهوبة "فاني كروزبي" خطت الكلمات التالية عندما كانت فتاة في الثامنة من عمرها:
آه كم أنا سعيدة، على الرغم من كوني لا أبصر، لقد عقدت النية على أن أكون قانعة في هذا العالم. فكم من بركات أتمتع بها، هى غير متوافرة لدى أشخاص آخرين!! أنا لا أستطيع، كما أني لا أريد، أن أبكي وأتنهد بسبب كوني عمياء. فالسلام يأتي من جراء الخضوع لإرادة الله.
إننا نتخلص من بعض مشاكل الحياة بعد أن نكون قد أخذنا منها العِبَر. فما أن يرى الممحص الإلهي انعكاس صورته في المعدن الذائب، حتى يعمل على تخفيض الحرارة. فليُعطنا الرب لكي نفهم أن قصده هو أن ينمينا من جرّاء الضغط.