"ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي" (مز 116 : 12)
هيا بنا ـ أخي الحبيب ـ نخصص لأنفسنا هذا التساؤل القديم ذاته، هيا بنا ـ وإلى لحيظة ندخل في حوار مع أنفسنا.
"ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي. كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو "( مز 116: 12 ،13)
ماذا أرد للرب؟ إنني أحصي مقتنياتي وأقيس أبعاد ممتلكاتي. ماذا لي لم آخذه؟ يوم وُلدت في هذا العالم لم أدخل إليه بشيء، ولن أقدر أن أخرج منه بشيء. إنما في الرب أحيا وأتحرك وأوجد.
أي شيء ـ يا ترى ـ يصلح أن يكون هبة مني لله؟ الساعات التي تطير مُسرعة، أنواع النشاط الكثيرة المنوعة التي تحفل بها تلك الساعات. قوى تفكيري، وكل قواي، ممنوحة لي من الله. وإنني لأعترف بأن كل ما يدخل تحت حرف الملكية "ي" قد أخذته من واهب كل عطية صالحة وكل موهبة تامة. وليس في حياتي ما يمكن أن أعده ملكاً خاصاً بي: إلا أن تكون خطاياي!!
ماذا ـ إذاً ـ أرد؟ لا أقدر أن أرُّد للرب سوى ما هو له فعلاً. إذاً سأرد له كل شيء. سأعطيه نفسي "وليس كما رجونا، بل أعطوا أنفسهم أولا للرب، ولنا، بمشيئة الله."( 2كو 8: 5 ). سأقدم له ذبيحة ليست ذات قرون وأظلاف مما يملأ المذبح "فيستطاب عند الرب أكثر من ثور بقر ذي قرون وأظلاف"( مز 69: 31 )، إنما هي الذبيحة الحية ـ هي جسدي، هي كل كياني بكل نتاجه "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية." ( رو 12: 1 ).
لقد وصل الشعب القديم إلى مجد عظيم يوم تخلوا عن كل شيء ليتفرغوا لبناء الهيكل المقدس. فقد أعطى داود وقومه أنفسهم للرب، فهان عليهم بعد ذلك أن يساهموا في متطلبات العمل بسخاء وبساطة. وصدرت دعوة الملك للشعب قائلة "مَنْ ينتدب اليوم لملء يده للرب؟" وكانت استجابة مُذهلة من الشعب. أعطوا أنفسهم، وهكذا انفتحت طاقات الوفاء والسخاء.
عمل تضحية عظيم! لكن داود كشف عن الحافز الدفين. فقد رَّد الشعب للرب ما كانوا قد أخذوه منه ... وفي حمده قال داود "والآن يا إلهنا نحمدك ونسبح اسمك الجليل. ولكن مَنْ أنا ومَنْ هو شعبي حتى نستطيع أن نُنتدب هكذا؟ لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك" ( 1أخ 29: 13 ،14).
ماذا أرُّد للرب؟ هل أصغر قطعة عُملة نقدية؟ نفاية يوم قضيته كله في خدمة العالم؟ رواسب حياة الأنانية والذات؟ لا: خُذ نفسي، فأكون لك بروحي وحسي .. لك وحدك في ظلك القدسي.