"وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل 5: 22)
المحبة هى طبيعة الله، وهى أيضاً ما يجب أن نكون عليه نحن. ويصف هذه المحبة في (كورنثوس الأولى 13) في حين أن عمل المسيح الكفاري فوق الصليب يجسمها لنا تماماً. أما الفرح فهو اكتفاء المؤمن وشبعه بالله ومعاملاته الطيبة، وقد جسّم المسيح ذلك في (يوحنا4: 34 )" قال لهم يسوع:طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله". والسلام يشمل سلام الله كما يتضمن أيضاً العلاقة المتناغمة بين المؤمنين المسيحيين.
ويمكننا الرجوع إلى (لوقا8: 22-25) لنرى السلام في حياة الفادي. وطول الأناة هو الصبر في الضيقات والضرورات والاضطهادات، ويمكننا إيجاد المثال الأعلى لهذه الفضيلة في (لوقا23: 34)" فقال يسوع: ياأبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون وإذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها". واللطف هو الوداعة في المعاملة، وأفضل مثال له هو الرب يسوع في تصرفه مع الأولاد الصغار في "فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم:دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله".(مرقس10: 14).
أما الصلاح فهو الخير الذي نُظهره للآخرين، وعلينا أن نقرأ (لوقا10: 30-35) حتى نرى الصلاح مجسماً. الإيمان، أو الأمانة، قد يعني الثقة بالله، والثقة بإخوتنا المؤمنين، والإخلاص، أو أن نكون أهلاً للثقة. وربما يكون هذا المعنى الأخير هو المقصود هنا.
أما الوداعة فهى أخذ مركز التواضع دائماً كما فعل الرب يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه (يو 13: 1 -17). وأخيراً التعفف يعني حرفياً ضبط النفس، خاصة بالنسبة للأمور الجنسية. يجب أن تخضع حياتنا لضبط النفس، فالشهوات والميول والأهواء والطباع؛ جميعها أمور يجب التحكم فيها. وينبغي أن نمارس الحشمة والاعتدال في كل شيء.
قال أحدهم في هذا الشأن: لو كُتب هذا المقطع بلغة الجرائد لقرأناه على الشكل التالي: ثمر الروح هو تصرف مُحب حنون، روح مُشرق وطبع مرح، فكر مطمئن وسلوك هادئ، صبر يحتمل الظروف الصعبة والناس، نظرة تعاطف ومساعدة فعالة، صواب في الحكم وقلب واسع في أعمال الرحمة، ولاء وجدارة بالثقة في جميع الأحوال، وداعة تنسى النفس في فرح الآخرين، سيطرة على الذات وضبط النفس في كل شيء، وهو تاج صفات الكمال. يا لشدة ترابط هذه الصفات مع (1كورنثوس13).
لكن كيف نحصل على هذا الثمر؟ أبواسطة الجهد البشري؟ كلا البتة. إذ يحصل المؤمنون على هذا الثمر عندما يعيشون في شركة مستمرة مع الرب. وإذ ينظرون إلى المخلّص بمحبة وتكريس ويطيعونه في حياتهم اليومية، يصبحون مثله إذ ينظرون إلى وجهه "ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف، كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجد إلى مجد، كما من الرب الروح" (2كو 3: 18).