"ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات" (رو 10: 15 )
لماذا يجب أن نكرز بالمسيح؟ يوجد لذلك سببان مهمان: السبب الأول هو أن هذا واجبنا، فكما أن واجب الطبيب هو التطبيب، وعمل المحامى هو المرافعة، هكذا عمل المسيحي هو الكرازة بالمسيح.
إذا رجعنا إلى سفر الأعمال الأصحاح الثامن، نجد القول "جالوا مبشرين بالكلمة". مَنْ هم الذين جالوا؟ هل الرسل الاثنا عشر؟ كلا، لأن الواقع أن الاثني عشر لم يجولوا، بل بقوا في مركز القيادة. ولكن الذين جالوا هم كل جماعة المسيحيين الحقيقيين الذين يعدون بالآلاف. أولئك المؤمنون من الرجال والنساء تشتتوا فجالوا. وماذا فعلوا؟ هل سكتوا وأخفوا الكلمة؟ كلا. بل جالوا مبشرين شاعرين أن هذا هو عملهم. إن الله لا يعلن قط في كلمته أن الخدام فقط هم الذين يكرزون بالإنجيل، ولكن الوصية هي للجميع.
وتبشيرهم ليس معناه أنهم كانوا يلقون خطابات رسمية من فوق المنابر، ولكن معناه أنهم كانوا بكل بساطة "ينادون بالقصة"، يخبر بها كل واحد صاحبه، بأي طريقة من الطرق، وفى أي مكان من الأماكن. ارتحل فيلبس إلى غزة وقابل الخصي الحبشي، وفى الحال أخبره بقصة يسوع وتعمد الخصي. كان المستمع شخصاً واحداً، ومع ذلك فالكتاب يقول بوضوح "إنه ابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" - هذا هو المقصود بالكرازة. فهلا نستطيع نحن أن نفعل هكذا؟
أيها الأحباء، إن عملنا هو أن نكرز بالمسيح.
وهناك سبب آخر وهو أننا نكرز بالمسيح لأنه العلاج الوحيد للخطية. لقد حاول الناس منذ عدة أجيال أن يتخلصوا من الخطية بشتى الطرق، ولكنهم فشلوا لأنهم لم يعرفوا الشخص الواحد الوحيد الذي يستطيع أن يخلصهم. إن كونفوشيوس لا يستطيع أن يخلـّص، وبوذا وغيره لا يستطيعون أن يخلـّصوا، ولكن يسوع المسيح يستطيع، وليس ذلك فقط بل ويريد أن يخلـّص. وهذا هو ما أتى لأجله إلى العالم. ولأجل هذا قد مات على الصليب. كذلك أدعوكم أن تأتوا إليه وإليه وحده "لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع 4: 12 ) .
وإذا كان الأمر كذلك، فيجب علينا كلنا - خداماً وغير خدام على السواء، أن نكرز بالمسيح.